من روبرتا رامبتون وأليستير ماكدونالد
بروكسل (رويترز) - طمأن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الاثنين بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستطور التعاون في مجالي التجارة والأمن وتدعم الاتحاد الأوروبي كشريك في حد ذاته.
وبعد شهر من القلق الذي سببه ترامب بتجديد تأييده لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتلميح بأن على دول أخرى أن تحذو حذو بريطانيا قال بنس للصحفيين إنه جاء إلى "موطن الاتحاد الأوروبي" برسالة من الرئيس.
وتحدث عن "الالتزام القوي... بمواصلة التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي" وقال "بصرف النظر عن خلافاتنا فإن قارتينا تتشاركان في إرث واحد وقيم واحدة وقبل كل شيء هدف واحد وهو الترويج للسلام والرخاء عن طريق الحرية والديمقراطية وحكم القانون. وسنظل ملتزمين بهذه الأهداف."
من ناحية أخرى قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي للصحفيين إن بنس قدم له أجوبة حاسمة على ثلاثة أسئلة بشأن دعم ترامب تتعلق بالنظام الحالي للقانون الدولي وحلف شمال الأطلسي وفكرة أوروبا متحدة.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنهم تشجعوا بما وصفوه بضمانات واضحة من بنس فيما يتعلق بعدد من القضايا منها الدعم الأمريكي لوحدة الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا لكنهم سيراقبون الوضع ليروا إلى أي مدى تتطابق أفعال ترامب مع كلمات نائبه.
وقال مسؤول "حصلنا على كل ما كنا نتمناه".
وأشار بنس إلى بناء مؤسسات أوروبا الموحدة بعد الحرب العالمية الثانية وقال "من خلال هذه الوحدة والتعاون مع الولايات المتحدة فإن التاريخ سيشهد بأنه عندما تتمتع الولايات المتحدة وأوروبا بالسلام والرخاء فإننا ننهض بالسلام والرخاء في العالم بأكمله."
* تاريخ الحرب الباردة
في تأكيد على تصريحات أدلى بها في مطلع الأسبوع في ألمانيا تطرق بنس أيضا إلى المخاوف في أوروبا من تلميح ترامب إلى أن معاهدة حلف شمال الأطلسي الدفاعية "عفا عليها الزمن". وقال إن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن سيادة الدول الأوروبية وأراضيها ومحاسبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا.
وكرر بنس اعتقاد ترامب بأنه يمكن التوصل لأرضية مشتركة مع روسيا بعد سنوات من المواجهة.
واستغل توسك - وهو رئيس وزراء بولندي سابق سجن في الثمانينات من القرن الماضي لمعارضته للهيمنة السوفيتية - ذكريات بنس الشخصية عن زيارته لبرلين المنقسمة في شبابه ليذكر الإدارة الأمريكية الجديدة بالقيمة التي يوليها الأوروبيون للدعم الذي نالوه خلال الحرب الباردة من رئيس جمهوري آخر هو رونالد ريجان.
ويشعر الأوروبيون بالقلق من أن ترامب قد يفضل العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية القوية بدلا من العمل مع الاتحاد الأوروبي. وتحدث بنس عن التعاون ضد عنف المتشددين قائلا "سلامة وأمن اتحادكم وشعوبكم تعتمد على زيادة التعاون في المعركة ضد الإرهاب."
ووصف توسك ترامب بأنه "خطر" محتمل على أوروبا وفي إشارة غير مباشرة تحدث يوم الاثنين عن "آراء جديدة ومفاجئة" تم التعبير عنها في الولايات المتحدة خلال الشهور الأخيرة.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن بنس وهو حاكم سابق لولاية إنديانا بدا واثقا وهو يلعب دوره الجديد. وذكر أحد المسؤولين أنه سعى لطمأنتهم بأن أسلوب ترامب المباشر "الأمريكي للغاية" لا ينبغي النظر إليه على أنه عدواني أو ينم عن توجه لعزل الولايات المتحدة وراء قيود حمائية تجارية أو منعها من الوفاء بالتزاماتها الأمنية.
واجتمع بنس أيضا مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني التي قالت إنهما ناقشا الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وليبيا والشرق الأوسط وإيران وأفغانستان وكوريا الشمالية. ومن المقرر أن يجتمع بنس في وقت لاحق مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج قبل أن يعود لموطنه.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)