من توم بيري وتوم مايلز
بيروت/جنيف (رويترز) - قالت مصادر دبلوماسية يوم الاثنين إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا يقترح إجراء مشاورات في جنيف بشأن محادثات سياسية جديدة وذلك بعد أكثر من عام على انهيار محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مكتب دي ميستورا بشأن هذه المبادرة التي تأتي في أعقاب طلب تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لاستئناف العملية السياسية.
وقال دبلوماسيون إن دي ميستورا يعتزم إجراء "سلسلة مشاورات" من المرجح أن تبدأ في مايو أيار أو يونيو حزيران لتقييم فرص التوصل إلى أرضية مشتركة بين الدول الرئيسية صاحبة المصلحة في الصراع.
وقال دبلوماسي مقره جنيف "إنه يعتزم إجراء مشاورات تشمل ممثلين سوريين ومن بعض الدول ايضا.. ستكون هذه عملية ولكن لن تكون مفتوحة (بشأن مدتها)."
ولكن دبلوماسيا غربيا قال إن من غير الواضح لماذا ستكون لهذه المبادرة فرصة أفضل من محاولات أسلاف دي ميستورا كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي اللذين استقالا من وظيفتهما بعد أن أخفقا في إنهاء الصراع.
واضاف "السؤال هو هل نملك كل شروط (التوصل لاتفاق)؟ يوجد ضغط متعلق بعقد اجتماع ولكن هل تغير الموقف بشكل جذري؟"
وترأس عنان مؤتمرا في يونيو حزيران 2012 أسفر عن صدور "بيان جنيف" الذي وضع خطوات لازمة لوقف القتال وحدوث مرحلة انتقالية سياسية. ولكن البيان ترك مسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد دون حل.
وتمكن الإبراهيمي من جمع الأطراف في محادثات "جنيف 2" في مطلع 2014. ولكن العملية انهارت بعد أن اختلفوا بشأن القضية التي سيتم التعامل معها أولا.
ومنذ ذلك الحين عزز الأسد موقفه من خلال الفوز في انتخابات لفترة رئاسية أخرى. وحقق تنظيم الدولة الإسلامية مكاسب كبيرة على الأرض وتواصلت أعمال العنف حيث يعتقد أن عدد القتلى بلغ 220 ألفا.
وعلى الرغم من عدم وجود نهاية قريبة تلوح في الأفق إلا أن ساحة المعركة تعتبر الآن أكثر تقلبا في الفترة الحالية. ووجهت المعارضة المسلحة للأسد ضربات كبيرة في شمال غرب البلاد وجنوب غربها.
كما تغيرت العلاقات الدبلوماسية بين الأطراف الرئيسيين حيث تخوض إيران والولايات المتحدة محادثات نووية وتقود السعودية تحالفا ضد مقاتلين شيعة في اليمن تقول إن إيران تدعمهم.
وكان دي ميستورا عبر عن أمله في تحقيق وقف لإطلاق النار في مدينة حلب ثاني أكبر مدن سوريا ولكن المعارضة المسلحة رفضت تلك الخطة قبل شهر قائلة إنها لا تصب إلا في مصلحة الحكومة السورية.
وقال دبلوماسي "يوجد ضغط واضح من الأمين العام ومن مجلس الأمن أيضا بأن عليه أن يعمل على ايجاد حل سياسي."