🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

مجد نمرود يرقد في التراب بعد تدميره على يد تنظيم الدولة الإسلامية

تم النشر 16/11/2016, 22:41
© Reuters. مجد مدينة نمرود يرقد في التراب بعد تدميره على يد تنظيم الدولة الإسلامية

من ستيفن كالين

نمرود (العراق) (رويترز) - في حقل خارج قصر تاريخي في مدينة نمرود الآشورية بالعراق تتناثر بقايا محطمة لمنحوتات معقدة في التراب.

وتعيد بقايا تلك اللوحات الجدارية المتقنة والتماثيل الضخمة للثيران المجنحة التي ظلت موجودة في هذا المكان منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة إلى الأذهان إمبراطورية قوية امتدت عبر الشرق الأوسط.

وعند الطرف الشمالي من تلك المدينة القديمة تعلو زقورة أو برج مدرج فوق القصر ومعابد قريبة.

وقبل نحو عامين اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية شمال العراق وقام بتخريب مدن أثرية ومواقع دينية وقصور يعتبرها التنظيم رموزا وثنية.

وتم هدم الزقورة لتتحول إلى كومة من التراب بعد أن سوتها جرافات على ما يبدو بالأرض خلال الشهرين الماضيين قبل طرد القوات العراقية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المكان يوم الأحد.

وجُردت جدران القصر من الواجهات المنحوتة التي كانت تزينها. ولم يبق في المكان سوى بضع قطع في حين تناثرت بقايا تماثيل الثيران المجنحة التي كانت موجودة عند أحد مداخل القصر في حقل بالخارج.

وكان لا يزال يمكن رؤية ريش نُحت بإتقان على أحد هذه التماثيل التي كانت ملقاة قرب ما يبدو أنها قدم لمخلوق أسطوري منحوت. وتحوي بقايا ألواح فيما يبدو رموزا من المسمارية وهي لغة سامية قديمة.

وقال اللواء ركن ضياء كاظم الساعدي للصحفيين خلال زيارة للموقع يوم الأربعاء بعد ثلاثة أيام من استعادة المدينة إنه كان هناك نحو 200 لوحة أثرية وقام تنظيم الدولة الإسلامية بسرقة بعضها وتدمير الباقي.

وقال مقاتل من العشائر من المنطقة إن مقاتلي التنظيم دمروا الزقورة خلال الشهرين الماضيين مع تقدم الجيش العراقي صوب نمرود مؤكدا أدلة من صور الأقمار الصناعية تثبت تدمير التنظيم لها بشكل متواصل منذ سبتمبر أيلول.

وشمل تسجيل مصور بثه أنصار الدولة الإسلامية في 2014 صورا للمسلحين وهو يستخدمون جرافات وحفارات كهربائية لتدمير الجداريات والتماثيل. كما أظهرتهم يجهزون براميل مليئة بالمتفجرات التي فجروها في الموقع على ما يبدو.

وقال الساعدي إنه تم إبعاد تنظيم الدولة الإسلامية نحو 3.5 كيلومتر عن نمرود لكن المنطقة لم تُطهر بعد من القنابل والشراك الخداعية المحتملة.

طريق الدمار

تقع نمرود على الضفة الشرقية من نهر دجلة على بعد 30 كيلومترا جنوبي الموصل حيث تقاتل القوات العراقية لسحق تنظيم الدولة الإسلامية. والموصل هي أكبر مدينة يسيطر عليها المتشددون في العراق وسوريا.

وحملة استعادة المدينة التي بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول هي أكبر عملية عسكرية في العراق في أكثر من عشرة أعوام من الاضطرابات التي أطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

واخترقت قوات مكافحة الإرهاب دفاعات الدولة الإسلامية في شرق المدينة قبل أسبوعين لكنها تواجه مقاومة من المسلحين الذين ينشرون انتحاريين في سيارات ملغومة وقناصة ويشنون هجمات مضادة.

ولا تزال الدولة الإسلامية تسيطر على معالم أثرية آشورية بما في ذلك أطلال نينوى وخورسباد وكذلك مدينة الحضر الصحراوية التي تعود لألفي عام وتشتهر بمعبدها ذي الأعمدة الذي يمزج بين العمارة اليونانية والرومانية والشرقية.

ونددت منظمة‭‭‭ ‬‬‬التربية والعلم والثقافة (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة بالدمار في مدينة نمرود ووصفته بأنه جريمة حرب وهجوم على التراث العالمي المشترك‭‭‭ ‬‬‬مشيرة إلى دور بلاد ما بين النهرين القديمة كمهد للحضارة حيث ازدهرت المراكز الحضرية المبكرة وتطورت الكتابة المسمارية على الصلصال.

وفي سوريا طُردت الدولة الإسلامية من مدينة تدمر قبل نحو ثمانية أشهر بعدما فجرت آثارها بما في ذلك معبدان وقوس النصر المهيب.

واستخدم الجيش طائرات من دون طيار في مطلع الأسبوع لمراقبة موقع نمرود بعد استعادته من الدولة الإسلامية.

وقالت هيئة الآثار العراقية إنها ما زالت تعمل لتشكيل فرق ميدانية لتقييم الأضرار التي لحقت بالموقع لكنها تقول إنها تأمل في إمكانية إنقاذ بعض من الآثار.

© Reuters. مجد مدينة نمرود يرقد في التراب بعد تدميره على يد تنظيم الدولة الإسلامية

وقال قيس حسين رشيد وكيل وزير الثقافة العراقي "رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة الأثرية وما فقدناه من تفاصيل معمارية تعود للقصور والمعابد والزقورة إلا أننا واثقون بأننا- ومعنا كل العالم المتحضر والمنظمات الدولية- قادرون على ترميم وصيانة ما تم تخريبه وإعادة الحياة لهذا الموقع الأثري المتميز."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.