سراييفو (رويترز) - وجه ممثل ادعاء في جرائم الحرب بالبوسنة يوم الأربعاء اتهامات لقائد عسكري مسلم لتقاعسه عن منع جرائم ارتكبها مقاتلون إسلاميون أجانب بحق جنود أسرى من صرب البوسنة خلال الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و1995.
وألقي القبض على الجنرال المتقاعد ثاقب محمولين (63 عاما) في الثامن من ديسمبر كانون الأول الجاري بتهم التصرف بما يتنافى مع القانون الإنساني الدولي ومعاهدات جنيف أثناء عمله قائدا للفيلق الثالث بالجيش.
وقال المدعي إن الجرائم المذكورة ترجع إلى الفترة ما بين يوليو تموز وأكتوبر تشرين الأول عام 1995 قرب نهاية الحرب عندما نفذ الفيلق الثالث وكتيبة مقاتلين أجانب تحمل اسم المجاهد هجمات في وسط البوسنة.
كان كثير من المجاهدين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط قد توجهوا إلى البوسنة لمساعدة المسلمين في قتال الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك أثناء الحرب التي أدت لمقتل 100 ألف شخص.
وكانت كتيبة المجاهدين تحت القيادة الرسمية لجيش البوسنة أثناء الحرب برغم عملها بشكل مستقل.
وخلال العملية اختطف أفراد من كتيبة المجاهدين 50 من أسرى الحرب ينتمون لصرب البوسنة وقتلوهم بعد أن أسرتهم وحدات من الفيلق الثالث.
وقال بيان صدر عن مكتب المدعي "قتل بعض السجناء بقطع الرأس وعرض رؤوسهم المقطوعة ليكونوا عبرة لغيرهم". وقال البيان إن أفراد كتيبة المجاهدين استخدموا أساليب شديدة الوحشية لتعذيب السجناء.
وتابع البيان "قطعوا آذانهم أو قطعوا جزءا منها وربطوا أيديهم عاليا وضربوهم... بعض الضحايا جرى تقييدهم من رقابهم بالحبال في أوضاع ملتوية بشكل يؤدي إلى خنقهم في حالة قيامهم بأي حركة وتركوا على هذا الوضع لعدة ساعات."
وأشار المكتب إلى أنه بعد حرب البوسنة عُثر على رفات عشرة أفراد في حين مازال آخرون في عداد المفقودين.
وقال المكتب إن قائد الفيلق الثالث تقاعس عن منع أو معاقبة مرتكبي الجرائم من أفراد كتيبة المجاهد رغم علمه بارتكاب تلك الجرائم مضيفا أنه سيستدعي أكثر من 70 شاهدا ويعرض 900 عنصر من الأدلة أثناء المحاكمة.
كانت محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة قد قضت في عام 2008 بحبس القائد السابق لجيش البوسنة راسم ديليتش ثلاثة أعوام لسماحه بتعذيب جنود من صرب البوسنة على أيدي مقاتلين إسلاميين أجانب.
ونفى قائد الفيلق الثالث آنذاك لوسائل إعلام محلية ارتكابه أي أخطاء وقال إنه لم يكن يسيطر فعليا على كتيبة المجاهد.
كانت محكمة جرائم الحرب في لاهاي قد بدأت التحقيق في القضية ضد قائد الفيلق الثالث ثم نقلتها لاحقا للمحكمة البوسنية بعد تحويلها للقضايا الأدنى درجة.