من لويس شاربونو وعزيز اليعقوبي
الأمم المتحدة/الرباط (رويترز) - طلب المغرب من الأمم المتحدة يوم الخميس سحب 84 موظفا دوليا من بعثتها بالصحراء الغربية بعد اتهامه للأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون بأنه لم يعد محايدا في الصراع على المنطقة المتنازع عليها.
لكن الحكومة المغربية تراجعت عن قرار أعلنته في وقت سابق بشأن سحب جميع جنودها من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أنحاء العالم.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين إن المغرب أبلغ المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي بأن أمامهما ثلاثة أيام لسحب 84 موظفا مدنيا من بعثة الصحراء الغربية.
وأضاف دوجاريك قائلا "كل هذه الإجراءات ستعرقل بشكل خطير عمل" البعثة المعروفة اختصارا باسم مينورسو.
ومن المقرر أن يطلع وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان مجلس الأمن على هذا الأمر في وقت لاحق يوم الخميس.
وتحولت الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات بان إلى أسوأ خلاف بين المغرب والأمم المتحدة منذ توسطت في اتفاق 1991 لوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب في الصحراء الغربية وأرسلت هذه البعثة.
واتهمت الرباط بان الأسبوع الماضي بعدم الحياد في الصراع قائلة إنه استخدم مصطلح "الاحتلال" لوصف ضم المغرب للصحراء الغربية خلال الصراع المستمر منذ عام 1975 عندما أنهت اسبانيا احتلالها للمنطقة.
وفي وقت سابق هذا الشهر زار بان مخيمات لاجئين صحراويين في جنوب الجزائر. ويقول الصحراويون إن المنطقة ملكهم وخاضوا حربا ضد المغرب حتى وقف إطلاق النار عام 1991.
وتطالب جبهة البوليساريو باستفتاء حول استقلال المنطقة عن المغرب لكن الرباط تقول إنها ستمنح الإقليم حكما ذاتيا فقط.
وقال المركز الصحفي للأمم المتحدة إن ثلاثة من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في القائمة المطلوب سحبهم من البعثة هم من الاتحاد الأفريقي وان الباقين موظفون تابعون للأمم المتحدة. وتضم البعثة حاليا 242 عسكريا و85 موظفا مدنيا و157 موظفا وطنيا و12 متطوعا.
ولم تتضمن قائمة الأشخاص المطلوب سحبهم أيا من العسكريين أو رئيس البعثة.
وفي تصريحات للصحفيين في مقر البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة في مانهاتن اشتكى وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار من تصلب بان جي مون.
وبعد حديثه مع أعضاء مجلس الأمن قال مزوار إن المغرب "قرر ألا يسحب قواته" من بعثات حفظ السلام. وأضاف أن الرباط تبحث إمكانية اتخاذ خطوات أخرى لكنه لم يفصح عنها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يريد استئناف المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو.
كان متحدث باسم بان قال يوم الأربعاء إن الأمين العام أرجأ خططا لزيارة المغرب.
(شاركت في التغطية زكية عبد النبي - إعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)