🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المتشددون يدفنون اليزيديين أحياء وصرخات الضحايا تطارد الناجين

تم النشر 19/08/2014, 09:28
المتشددون يدفنون اليزيديين أحياء وصرخات الضحايا تطارد الناجين

من حميرة باموق

ديربون (العراق) (رويترز) - سامو إلياس علي لاجيء يعول تسعة أطفال .. لكنه يعجز عن التفكير فيما هو آت. فاستغاثات النساء والأطفال أثناء وأدهم بأيدي مقاتلي الدولة الإسلامية بشمال العراق لا تفارق أذنيه.

هم من اليزيديين الذين فر عشرات الآلاف منهم من سنجار وقرى أخرى آوتهم سنين طويلة أمام زحف المتشددين السنة الذين يعتبرون أبناء الأقلية اليزيدية من عبدة الشيطان وعليهم أن يعتنقوا الإسلام وإلا كان مصيرهم الموت.

ويجلس اللاجئون بلا حول ولا قوة في مخيمات بالمنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق.

وبعد ما رأوه من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين لا يتورعون عن قطع الرؤوس وتنفيذ إعدامات جماعية .. يفضل أبناء الطائفة اليزيدية الخروج من العراق والابتعاد قدر المستطاع عنه إلى دول مثل ألمانيا وغيرها من العوالم التي لا تعرف شيئا عن طقوسهم وعاداتهم. فالضربات الجوية الأمريكية على مواقع الدولة الإسلامية وتعهدات القادة الأكراد باستعادة القرى اليزيدية لا تبث في قلوبهم الطمأنينة الكافية.

لماذا؟ من اليسير التكهن بالرد.

منذ عشرة أيام.. طوق مقاتلو الدولة الإسلامية علي وأبناء قريته فجأة في جنح الليل. كانت لحاهم كثة وكانوا مسلحين بالبنادق الآلية وبعضهم كان ملثما.

* ما من يد عون

يغيب عن المشهد البشمركة الأكراد -أو "من يواجهون الموت"- الذين بسطوا سيطرتهم على أجزاء من الشمال ويعتبرون القوة الوحيدة التي يمكنها أن تقف في وجه مقاتلي الدولة الإسلامية بعد أن فر آلاف الجنود العراقيين الذين دربتهم الولايات المتحدة أمام تقدم الإسلاميين تاركين لهم أسلحة ثقيلة منها دبابات.

فجأة بدأ مقاتلو الدولة الإسلامية يحفرون خنادق .. سرعان ما تبين أنها مقابر جماعية.

قال علي (46 عاما) الذي كان يملك محل بقالة "لم نفهم. ثم بدأوا يدفعون الناس في تلك الخنادق.. كانوا أحياء."

توقف برهة إذ لم يتمالك دموعه ثم قال "بعد فترة سمعنا أصداء أعيرة نارية. لا أستطيع أن أنسى ذلك المشهد. نساء وأطفال يصرخون طلبا للنجدة. لم يكن أمامنا إلا أن نركض حتى ننجو بأرواحنا. لم يكن هناك ما يمكننا أن نفعله لهم."

ولم يتسن التأكد من مثل هذه الروايات من مصدر مستقل.

تمكن بعض اليزيديين من الفرار بمساعدة مقاتلين أكراد من الأتراك والسوريين. وتواترت روايات عن مشاهد مماثلة في أجزاء أخرى بالشمال.

وتحدث مسؤولون عراقيون عن قيام متشددين بقتل 80 يزيديا على الأقل في قرية كوجو لأنهم رفضوا اعتناق الإسلام. وخطفت نساء وأطفال.

كان يبدو أن تركيز متشددي الدولة الإسلامية منصب على قتل أبناء الطائفة الشيعية التي تمثل أغلبية في العراق ويعتبرونها فئة ضلت عن صحيح الدين. لكن خلال هجوم الدولة الإسلامية الأخير بالشمال كانت الأقليتان اليزيدية والمسيحية هما الأكثر معاناة.

اليزيديون هم أتباع ديانة قديمة منحدرة من الزرادشتية وقد انتشروا في شمال العراق وهم يشكلون جزءا من الأقلية الكردية بالبلاد.

وكانت أغلب قراهم قد دمرتها قوات صدام حسين وهي تحاول سحق الأكراد. وبعضهم اقتاده ضباط مخابرات صدام.

والآن يتملكهم شعور بأنه لا حول لهم ولا قوة مرة أخرى. فأقرانهم الأكراد هجروهم وبات للعراق رئيس وزراء جديد يعتبر شخصية معتدلة وربما كان أقل ميلا من سلفه للدخول في نزاع مع الأكراد على الميزانية والنفط مما قد يجلب استقرارا سياسيا يمكن أن يفيد الشمال.

لكن كثيرا من اليزيديين فقدوا الثقة في العراق وزعمائه وما من خيارات كثيرة أمامهم. وشكا البعض من أن القوات الكردية لا تسمح لهم بالسفر إلى تركيا.

لذا لا يبدو أن أمامهم شيئا الآن سوى الانتظار ومحاولة نسيان ما دفعهم لترك ديارهم.

قال داود حسن (26 عاما) الذي يعمل في اصلاح السيارات "ألقوا بالنساء والأطفال تحت الأرض. كانوا أحياء. مازلت أسمع صراخهم. كانوا يحاولون رفع رؤوسهم حتى يتنفسوا."

وأضاف "العراق انتهى بالنسبة لي. كانت لدينا بيوت ومتاجر. أحرقوا كل ممتلكاتنا. لم يعد لدينا شيء. نريد أن نعبر الحدود إلى تركيا لكن البشمركة لا تسمح لنا بذلك. لن نبقى هنا. نريد أن نذهب إلى أوروبا."

ومن غير الواضح إن كانت قوات الحكومة العراقية أو البشمركة ستتمكن من استعادة تلك الأراضي ثم الاحتفاظ بها.. وهو ما قد يعيد ثقة اليزيديين في بلادهم.

لكن مطامح الدولة الإسلامية تزداد يوما بعد يوم. فقد سيطرت بالفعل على معظم أنحاء الشمال وعلى موارد منها حقول نفط مما سيساعدها على تمويل الخلافة التي أعلنتها.

يهز بعض اليزيديين - مثل حسن وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما – رؤوسهم غير مصدقين أن مقاتلين أكرادا جاءوا من تركيا أو سوريا هم الذين يمدونهم بشريان حياة في وجه الدولة الإسلامية.

قال حسن وهو يقف إلى جوار خيام مؤقتة كانت نساء يبكين داخلها "ربطوا يدي امرأة في مؤخرة سيارة ورجليها في سيارة أخرى ومزقوها جزءين.

"هل رأيت شيئا كهذا؟ كل هذا لأنها ليست مسلمة ولم تكن تريد أن تترك دينها."

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.