💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مازن شندب.. تنظيم الدولة الإسلامية صفحة لن تنطوي كأخريات

تم النشر 15/10/2014, 12:16
مازن شندب.. تنظيم الدولة الإسلامية صفحة لن تنطوي كأخريات

من جورج جحا

بيروت (رويترز) - يرى الباحث اللبناني الدكتور مازن شندب ان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشير إليه باسم (داعش) لا يمكن ان يكون مجرد صفحة تطوى كما تطوى صفحات أخرى.

وشرح شندب الأستاذ في الجامعة اللبنانية الذي وصف بانه "باحث في قضايا الارهاب" وجهة نظره هذه في كتاب صدر له مؤخرا بعنوان "داعش .. ماهيته ، نشأته ، إرهابه ، أهدافه ، استراتيجيته."

الكتاب الذي ورد في 160 صفحة متوسطة القطع صدر عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) في بيروت. وحمل الغلاف علم الدولة الاسلامية التي كانت تعرف من قبل باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام. وجاء الكتاب في سبعة فصول ومقدمة وفصل تمهيدي وخاتمة وقائمة هوامش في ثلاث صفحات.

وعلى الرغم من كون الموضوع جديدا نسبيا وقلة ما كتب عنه من أبحاث باستثناء الكتابات الصحافية وهو أمر أقر به شندب فقد قرر الخوض فيه متكلا على ما وصفه بالروح الموضوعية قائلا ان هذا يكفي. لكن لا بد من ان يلاحظ القارىء ان كثيرا مما ورد في الكتاب يعتبر أقرب الى الاستنتاجات الشخصية منه الى المواد الموثقة وفيه كثير من التبسيط ومن الاسئلة التي تطرح لكن دون وجود أجوبة أكيدة عنها.

وفي تقديم الكتاب قال شندب عن تنظيم الدولة الاسلامية "وسواء لعبت اللعبة الاعلامية لعبتها في داعش ومعه فظهرته على أكثر مما هو عليه وسواء انتهى داعش اليوم أو غدا الا ان ذكراه وذكريات اعماله وممارساته لا يمكن ان تشكل مجرد صفحة تنطوي كما طوي أكثر من نصف (القاعدة) بعدما طوى الامريكيون صفحة حياة زعيمها اسامة بن لادن."

وأضاف "فمع داعش اتخذت السلفية الجهادية طريقا آخر منحرفا هذا الطريق ام غير منحرف ، ليس مهما ، فالمهم ان تنظيم داعش أضحى علامة فارقة ، عنفه وضع بنيانا آخر للارهاب. والخطير في الامر انه بنيان يبني نهجا آخر للارهاب أكثر هولا ورعبا ، عندما يرث هذا التنظيم تنظيم آخر أو (خليفة) آخر الى ان يرث الله رب العالمين الارض ومن عليها."

واستطرد "خطورة الارهاب تتجسد أولا وبشكل رئيسي في فائض العنف والقتل الذي ينزله غالبا بمدنيين أبرياء يشكل استهدافهم بلاغا وتعميما إلى من يهمه الامر وإلى كل مقصود من الامر وهي الخطورة التي لم يتفوق عليها حتى تنظيم القاعدة. ان قواعد اللعبة مع داعش مختلفة جذريا فأنت أمام تنظيم حول نفسه الى دولة خلافة وهناك (خليفة) يأمر فيطاع وبالتالي هناك استراتيجية متكاملة يسخر الارهاب لتنفيذ بنودها دون مناورة او تنازل ومهما أوتيت من قوة وبطش.

"ومما يزيد من هذه الخطورة ويرفع من وتيرتها هو ان هذه الدولة لم تزل في طور التكوين وهو ما يعني انها تعمل من أجل تصليب عودها لتتمكن من وتترسخ وهي في سبيل ذلك ستصدّر القدر الاكبر من العنف المرتكز على أسس دينية وشرعية فسرتها الدولة الاسلامية وفق ما يجب انجازه."

وتساءل قائلا "هل نحن أمام تقسيم أدوار بين داعش والقاعدة أم أن داعش هو فعلا تنظيم خرج الى غير عودة من عباءة القاعدة فبنى لنفسه قواعد اخرى؟

"هل ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هو تنظيم قائم بذاته ومستقل عن اية دولة ام لا يتجاوز ان يكون صنيعة لجهاز استخبارات لاحدى الدول او لاكثر من دولة التقت المصلحة على ان تلتقي في هذا التنظيم الارهابي ومن بعدها سيلتقون عليه لشطبه من المعادلة بعد ان يكون قد أنجز الغرض المطلوب منه انجازه؟"

وفي نهاية الكتاب واختتام المؤلف النتائج والاستنتاجات التي توصل اليها قال انه يمكن القول ان "الممارسات الامريكية" منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول "قد ضاعفت من قوة من يرفع لواء الجهاد كوسيلة وحيدة لردع الولايات المتحدة وثنيها عن سياساتها الامبريالية والظالمة بحق العرب والمسلمين وأصبح القضاء على هؤلاء أشبه بالمستحيل وذلك بسبب تمددهم وتجذرهم في المجتمعات العربية وبسبب التنظيم الدقيق الذي يصبغ هذا التمدد او ذاك التجذر."

وأضاف يقول ان الولايات المتحدة "وبالرغم من جميع المحاولات التي لجأت اليها وبالرغم من الصفقات التي أبرمتها مع تيار ما أسمته بالاسلام المعتدل ليس فقط عجزت عن مكافحة هذه الجماعات وانما أيضا أدركت وأيقنت بأن هذا التيار العريض أصبح ثابتا وحيدا في معادلات المخاطر التي تواجهها في المشرق العربي والعالم الاسلامي وأدركت ايضا ان تأثير هذا التيار على مشروعها في الشرق الاوسط يقتصر على العرقلة من دون ان يصل الى حدود العائق القادر على شل مشروعها شللا نصفيا."

وانتقل الى القول "والاخوان المسلمون العرب منهم وغير العرب صدّقوا عن قناعة او قلة دراية لا فرق ، صدقوا انهم القادرون على اخراج الولايات المتحدة من مأزق ممارساتها عندما يبادرون لاعطائها صكا اسلاميا سنيا شرعيا وهي أيضا مشت مع الكذبة فكانت النتيجة (داعش) و(النصرة) والله وحده يعلم من سيأتي بعدهما في المستقبلين القريب والبعيد."

وقال طارحا فكرة ان مفهوم الثورة هو مفهوم غريب عن العرب "ان الاخوان المسلمين الذين ساروا في موكب التنظير الغربي الامريكي اي الثورة انتهوا كما انتهت الثورة التي نظروا لها حالمين انها ستتمكن من تسييدهم غائبا عن بالهم ان ثقافتنا نحن العرب لا تتلاءم مع النظرية الغربية في الثورة وناسين اننا نحن العرب لم تكتمل شروط نهضتنا الحداثية لابتلاع مفردات وحالات الثورة بمفهومها الغربي فابتلعتنا هي."

وتحدث عن "أبرز ايجابيات او عناصر قوة السلفية الجهادية بقالبها الداعشي الذي قرأ الاحداث جيدا واستفاد من خطأ الغير كل الغير فالفشل الثوري الذريع والقاتل الذي غطاه المنظرون للثورات العربية بما اسموه المرحلة الانتقالية قفز من فوقه جهاديو الجيل الجديد عندما صدّروا مشاهد الذبح إما أن ترضخ وتسلم فتسلم وإما أن تذبح دون خيار ثالث.

"انها ليست مجرد أفعال ذبح سادية متطرفة ناقمة وثائرة... فانت مع داعش أمام لعبة قمار بكل ما للكلمة من معنى ، في نهاية اللعبة اما ان تنتهي وتموت واما ان تسود وتحكم وتقيم خلافتك‭ ‬...‭ ‬مع داعش انت امام متغير مستقل واحد وهو اقامة الدولة الاسلامية‭ ‬... فاليوم تقضي المصلحة...ان نجعلك تشاهد فعل الذبح لكن غدا نعلمك بالذبح دون ان نريك عملية الذبح بحد ذاتها فانت أمام متغير تابع اسمه فعل الذبح."

(إعداد جورج جحا للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.