من توفا كوهين
تل أبيب (رويترز) - تفخر إسرائيل بوصف نفسها بأنها "أمة الشركات الناشئة" حيث لديها من شركات التكنولوجيا المدرجة في بورصة ناسداك أكثر من أي بلد آخر ماعدا الولايات المتحدة والصين. لكن قصة النجاح هذه تفتقر دائما لعنصرين اثنين : النساء والعرب. وتطمح الدكتورة أمل أيوب إلى تغيير ذلك.
وأمل عربية إسرائيلية من بلدة الناصرة وهي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتالو ثيرابي وهي شركة ناشئة للطب الحيوي ابتكرت تقنية لتحسين مراقبة تطور الأورام الخبيثة.
ووضعت أمل شركتها قاب قوسين أو أدنى من النجاح التجاري - حيث تجرى حاليا الدراسات الخاصة بالسلامة في مرحلة ما قبل التجارب الإكلينيكية وكذلك خطط الحصول على موافقة السلطات التنظيمية - وذلك بفضل استثمار من مكتب كبير العلماء في إسرائيل وصندوق أركين هولدنجز - المتخصص في استثمارات التكنولوجيا الصحية - ومن إن.جي.تي3 وهي حاضنة أعمال تركز على العرب.
لكن الطريق لم يكن معبدا أمام أمل (38 عاما) وهي أم لطفلين حصلت على أول شهادة في الفيزياء من معهد التخنيون - الذي يشار إليه عادة بوصفه النسخة الإسرائيلية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - كما حصلت على الدكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة بن جوريون.
وقالت أمل "من الصعب قبول العرب في مؤسسات إسرائيلية. من الصعب دمجهم في مجتمع التكنولوجيا المتطورة والتكنولوجيا الحيوية الإسرائيلي."
وكانت إحدى أكبر العقبات في طريقها حقيقة أن الموطن الرئيسي للابتكار في البلاد هو الجيش - الذي لا ينضم إليه سوى عدد قليل للغاية من العرب - حيث يمكن أن تشكل العلاقات المبنية خلال أداء الخدمة الوطنية الأساس لأي نجاح في المستقبل.
وقالت أمل "تكوين الشبكات ليس فعالا في المجتمع العربي" في إشارة إلى الافتقار لأي هيكل مشابه يجمع رواد الأعمال العرب معا لسنوات ويطور روابط دائمة.
وكان عليها أيضا أن تتغلب على المصاعب المتعلقة بعمل النساء من عرب إسرائيل حيث تشير بيانات لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية إلى أن 30 بالمئة فقط ممن تتراوح أعمارهن بين 25 و64 عاما يعملن مقارنة مع 75 بالمئة من الناس في البلد عموما.
العثور على داعمين:
وتمثلت مشكلة أخرى في صعوبة محاولة بناء شبكة من الاتصالات في مجالي التكنولوجيا الحيوية والمالية.
ويشكل عرب إسرائيل حوالي 20 بالمئة من سكانها البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة. ومع أنه يوجد عدد متزايد بينهم ممن يطمحون لأن يصبحوا رواد أعمال فإنهم ما زالوا يشكلون مجتمعا صغيرا للغاية يتركز أساسا في حزام من البلدات والمدن بين الناصرة وحيفا.
وقال نزار مشعل المدير المالي لصندوق إن.جي.تي 3 الذي وفر رأس المال الأساسي لأمل إن أحد العوامل التي تكبح المجتمع هو عزوفه عن المخاطرة.
وأوضح قائلا إن عرب إسرائيل يفضلون وظيفة كريمة على خوض غمار المخاطرة في شركة ناشئة نظرا لأنهم يواجهون مصاعب أشد في الحصول على وظائف جيدة ويحققون عموما دخلا أقل من الإسرائيليين.
وتمكنت أمل من جمع 1.2 مليون دولار لإطلاق شركة ميتالو ثيرابي وتقوم حاليا بجمع مليوني دولار أخرى لإكمال دراسات السلامة على الحيوانات وبدء التجارب الاكلينيكية الكاملة.
وتهدف لتوسيع الشركة إلى أن تصبح هدفا جذابا للاستحواذ من جانب شركة كبرى للأدوية.
ومن المرجح أن تكون الولايات المتحدة وأوروبا السوقين الرئيسيين لتكنولوجيا الشركة الجديدة لكن أمل ترجو أن يهتم بها أيضا العالم العربي البالغ قوامه 400 مليون نسمة. وتنشط السعودية والإمارات العربية المتحدة أيضا في الأبحاث الطبية الحيوية.
وقالت أمل "أعلم أن بعض البلدان العربية لا ترغب في العمل مع شركات إسرائيلية لكني آمل أن يكون الوضع مختلفا بالنسبة لشركة بدأتها امرأة عربية."
وتلتقي أمل بانتظام مع رائدات أعمال من عرب إسرائيل من أجل تبادل النصائح والتوجيهات على أمل تشجيعهن على عدم التخلي عن أحلامهن.
وقالت "هذا جزء من جدول أعمالي. عددهن ليس كبيرا لكنه يتزايد سريعا" وأشارت إلى أن أصحاب رؤوس الأموال المغامرة "يضيعون فرصة كبيرة" بعدم ضخ مزيد من الاستثمارات في القطاع.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)