تقدّم الدولار الأسترالي خلال الدورة المسائية واكتسب ما يناهز 0.3% مقابل نظرائه الرئيسيين. يبدو أنّ هذا التحرّك يعكس تحرّكات الأسعار التصحيحية عقب التراجع الحادّ المسجّل يوم أمس ولا يعتبر بمثابة محفز واضح. في الواقع، أدّى صدور الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي للفصل الثاني وأرقام مؤشر مدراء المشتريات الصيني الى موجة من التذبذبات ولكنّه لم يوفر أي جديد على صعيد الإتّجاهات. كما ارتفع الين بعد أن أعلن رئيس الوزراء شينزو آبيه عن تعديل وزاري لمجلسه. دفع هذ الإعلان مؤشر الأسهم المعياري نيكي 225 الى التراجع، ما عزّز الطلبات على العملة اليابانية التي تعتبر ملاذًا آمنًا.
تتصدّر قراءة مؤشر مدراء المشتريات الخدمي البريطاني لشهر أغسطس الجدول الاقتصادي خلال ساعات التداول الأوروبية. من المتوقع هبوط المؤشر الى 58.5 من ذروة ثمانية أشهر عند 59.1 المسجّلة في الشهر السابق. في هذا الصدد، تأتي البيانات الاقتصادية البريطانية فوق التقديرات في الأسابيع الأخيرة، ما يتيح المجال أمام بروز مفاجأة صعودية. من المحتمل أن تعزّز نتائج مماثلة رهانات لجوء بنك انجلترا الى رفع معدّلات الفائدة، ما يدفع الجنيه الاسترليني الى التقدّم.
كما تجدر الإشارة الى أنّ مؤشرات مدراء المشتريات الخاصّة بقطاع التصنيع والخدمات سجّلت نتائج متباينة في وقت سابق من الأسبوع. ارتفع الجنيه الاسترليني عقب صدور القراءة الضعيفة للمؤشر الأوّل وهوى بعد النتائج القويّة للثاني. من الممكن أن يعكس هذا الأداء المخالف للطبيعة أوضاع ضآلة التداولات بسبب إقفال الأسواق الأميركية احتفالاً بعيد العمل مع بداية الأسبوع وعودة السيولة في ما بعد.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو اعتبارات السياسة النقدية الأميركية. من المتوقع أن تظهر بيانات طلبات المصانع لشهر يوليو ارتفاعًا بنسبة 11%، وهو التزايد الشهري الأكبر تاريخيًا، في حين من المرتقب أن ينشر بنك الاحتياطي الفدرالي مسح البيج للأوضاع الاقتصادية الإقليمية. من المرجّح أن تعزّز النتائج المكاسب المستمرّة للدولار الأميركي وتؤجّج تخمينات رفع معدّلات الفائدة.