دفع تقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي المخيّب للآمال الدولار الأميركي الى الهبوط مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين، ولكن هل كانت ردّة الفعل تلك مبالغ فيها؟ في ما يلي العوامل التي نترقّبها للأسبوع القادم.
كانت البيانات الاقتصادية الأميركية بمعظمها داعمة لقوّة الدولار، ومن المحتمل أن يحمل الأسبوع القادم إصدارين رئيسيين سيلقيان الضوء على الاقتصاد وبالتالي على توضيح آفاق الدولار الأميركي. سنرصد عن كثب القراءة المعمّقة لمبيعات التجزئة الأميركية وبيانات تضخّم مؤشر أسعار المستهلك، الى جانب سلّة من خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي من أجل الحصول على صورة أوضح عن مسار الأخضر.
لماذا كانت بيانات سوق العمل لشهر ديسمبر مخيّبة الى هذا الحدّ؟ أثارت الإهتمام بيانات ADP لتغيير عدد الوظائف المضافة الى القطاع الخاصّ التي صدرت أوائل الأسبوع وجاءت أفضل من المتوقع، في حين اختبر مؤشر ISM للوظائف غير التصنيعية تحسّنًا ملحوظًا في ديسمبر.
بغضّ النظر عن الأسباب، ردّة الفعل كانت واضحة: سجّلت عائدات سندات الخزانة الأميركية أكبر تراجع يومي لها منذ أن أرجأ بنك الاحتياطي الفدرالي عملية تقليص التيسير الكمّي في سبتمبر. كما هوى الدولار بشكل حادّ، وأظهرت العقود الآجلة لمعدّلات الفائدة أكبر انخفاض يومي لها في العائدات الكامنة منذ التأخير المذكور.
أفاد مسؤولان في مجلس الاحتياطي الفدرالي- جيفري لاكر وجيمس بولارد- بأنّ تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي وحده لا يجب أن يكون سببًا يدعو للقلق. كما وصل بولارد الى حدّ القول إنّه يقدّر أن يواصل مجلس الاحتياطي الفدرالي تقليص التيسير الكمّي في الإجتماعات القادمة. وعلى الرغم من أنّه ليس حاليًا من الأعضاء المصوّتة، هو معروف بصوته المعتدل ضمن اللّجنة ومن المحتمل أن يتّخذ أعضاء آخرون موقف مماثل لموقفه.
بناء عليه، سيكون من المثير للإهتمام الإستماع الى الخطابات المقرّرة للأعضاء المصوّتين في مجلس الاحتياطي الفدرالي والمعروفين بموقفهم المتفائل: شارلز بلوسر وريتشارد فيشير. نتوقع أن يتابع الإثنان الدعوة الى المزيد من التقليص، بيد انّ التفاصيل التي قد تصدر عنهما ستكون على الأرجح غاية في الأهمّية.
تقرير سيّء وحيد لا يولّد اتّجاهًا، وفي الواقع لا نستطيع القول إنّ انتعاش الدولار الأميركي انتهى. نحن نلقي الضوء على مستويات أسعار رئيسية للدولار الأميركي مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني وغيرهم من النظراء الرئيسيين.
تشير التقديرات العامّة الى إمكانية متابعة الدولار الأميركي ارتفاعه، ولكن هنالك عقبات هامّة من شأنها منعنا من اتّخاذ موقف حقيقي أزاء التوقعات المحيطة بقوّة الدولار الأميركي. من المحتمل أن تساعد الأحداث المحفوفة بالمخاطر المرتقبة للأسبوع القادم الدولار على تجاوز المحن وتوفر المزيد من الوضوح على صعيد آفاق العملة الرئيسية في الشهر الأوّل من العام الجديد.