هوى الدولار الى قيع جديدة للعام في الأسبوع السابق، بيد انّ الإنعكاس الذي سجّل اواخر الأسبوع دفع مؤشر الدولار داو جونز أف اكس سي ام الى الإرتفاع. هل هذه بداية انعكاس ملحوظ للدولار؟
القراءة الأفضل من المتوقع بكثير لتقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي ساعدت الدولار الأميركي على التقدّم للمرّة الأولى في الأسابيع الستّة الماضية. مع ذلك، يبدّد افتقار الجدول الاقتصادي الأميركي الى البيانات آمال بروز تحرّكات كبرى في الأسبوع القادم. وفي الواقع، أنهت توقعات تذبذبات اليورو\دولار لأسبوع الأيام السابقة عند قيع تاريخية عقب صدور تقرير الوظائف غير الزراعية. بكلّ وضوح، يراهن البعض\يتحوّطون ضدّ التحرّكات البطيئة، ولكن لماذا لم يغيّر تقرير العمل المذكور ذلك؟
جاءت بيانات سوق العمل الأميركية اقوى من جميع التوقعات ومن المحتمل أن يدفع النمو القويّ للوظائف بنك الاحتياطي الفدرالي الى تشديد سياسته النقدية بشكل أسرع من المرجّح. مع ذلك، من الضروري بروز ما هو أكثر بغية بدء الأسواق بتقدير لجوء بنك الاحتياطي الفدرالي الى زيادة معدّلات الفائدة. ارتفعت عائدات الخزانة الأميركية المستحقة في عامين على خلفية تقرير الوظائف.
أين قد تشهد العملة تذبذبات أكبر؟ تعقّب معدّلات الفائدة. يعتبر الجنيه الاسترليني مرشّح قويّ وسط تداوله عند ذروات ما بعد الأزمة المالية، ولن يكون من المفاجىء الإشارة الى تداول عائدات السندات الحكومية البريطانية عند قمم جديدة لأعوام عدّة. من الممكن ان يكون اليورو أكثر حساسية أزاء لجوء البنك المركزي الأوروبي الى تقليص معدّلات الودائع المعيارية وصولاً الى منطقة سلبية. مع ذلك، كانت عائدات منطقة اليورو تتداول على مقربة من الصفر حتّى قبل خطوات البنك المركزي الأوروبي. لا تزال توقعات معدّلات الفائدة خافتة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وعملات مجموعة العشر.
لذلك، إذا لم تكن قادرًا على هزمهم، إنضمّ إليهم. سيكون من المحبط التداول في خضمّ اوضاع مماثلة من التذبذبات المتدنّية في السوق، بيد انّ بيانات الزبائن لدينا تظهر ميل العديدين الى تحقيق المكاسب في النطاقات الضيّقة.
من غير المنطقي تداول تأرجحات العملة الكبرى عندما تكون أوضاع السوق على حالها، وبقاء الدولار الأميركي ضمن مناطق دعم قويّة مقابل نظرائه يتركنا نركّز على ارتفاع الدولار خلال الأسبوع والشهر القادم. في الواقع، ثمّة أسباب لإستمرار تراجع اليورو\دولار وبيانات اتّجاه الفوركس تحذر من إمكانية بلوغ اليورو القمّة نتيجة وصول الأسعار الى الحدود القصوى الإيجابية.