أنهى الدولار الأميركي أغسطس بأداء قويّ. في الشهرين السابقين، تقدّم مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم بنسبة 2.5%. في صفوف العملات الرئيسية، ارتفع الأخضر مقابل جميع نظرائه الرئيسيين واكتسب 4.1% مقابل أكثر تظرائه سيولة- اليورو. فالآفاق الإيجابية هي مستحقّة بجدارة. مع ذلك، يتطلّب التقدّم الإضافي المزيد من الدعم الأساسي. إنّ الأداء النسبي مقابل أزواج عملات ضعيفة واستقرار الوضع الاقتصادي، من المستبعد أن يدفع اليورو\دولار الى الهبوط دون مستوى 1.3000 أو الاسترليني\دولار الى 1.6500. ستتحدّد الموجة التالية بين توقعات معدّلات بنك الاحتياطي الفدرالي ومستوى التذبذبات في الأسواق.
عند تقيييم محفز تدفق رؤوس الأموال وخروجها من الولايات المتّحدة، ثمّة مقياس لشهية المخاطر يتعقّب جاذبية السيولة الوافرة للعملة، في حين تقيس توقعات معدّلات الفائدة العائدات المستقبلية. في الوقت الذي قد يكون فيه ستاندرد آند بورز 500 مقياسًا غير دقيق لشهية المضاربة، لم يعانِ الإتّجاه في الأسبوع السابق من أزمة الثقة التي من شأنها ضخّ رؤوس الأموال الى الأخضر وسندات الخزانة. يشير ذلك الى أنّ توقعات معدّلات الفائدة لعبت دورًا أكبر في تحفيز الدولار.
هنا تكمن المشكلة. هوت عائدات سندات الخزانة ومعدّلات السوق مقارنة بوتيرة العملة. من الممكن أن يتحوّل هذا التباين الى محفز لكي يسجّل الدولار انعكاسًا في حال لم تطمئن البيانات الأساسية التجار الذين يعوّلون على ارتفاع الأسعار. ثمّة العديد من الأحداث المحفوفة بالمخاطر المرتقبة التي تعزّز توقعات المعدّلات. على صعيد جدول مجلس الاحتياطي الفدرالي، سيتمّ نشر كتاب البيج يوم الأربعاء، الى جانب خطابات الأعضاء ميستير وباويل وفيشير وكوشيرلاكوتا وروزينغرين وبلوسر. وحده جيروم باويل سيكون من الأعضاء المصوّتين في العام 2015 عندما سيطبّق المصرف المركزي على الأرجح أوّل زيادة للمعدّلات.
على صعيد البيانات، ثمّة الكثير لناحية التأثير على توقعات النمو. من المرتقب صدور مؤشر ISM التصنيعي والخدماتي، الى جانب الميزان التجاري لشهر يوليو، ومسح IBD للثقة الاقتصادية ومؤشر مدراء المشتريات المركّب ماركيت. مع ذلك، بيانات العمل المنتظرة يوم الجمعة هي التي ستغوص في المجهول والغموض وتؤثر بشكل مباشر على تخمينات المعدّلات. في حين ستتصدّر أرقام الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي العناوين؛ إنّه معدّل والبطالة ومستوى المشاركة ونمو العائدات الذي يؤثّر على الإطار الزمني للمصرف المركزي. بناء عليه، علينا أن ننظر الى تلك الأرقام. في محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي الذي صدر منذ أسبوع، أوردت المجموعة أنّ العديد من المسؤولين يعتقدون أنّ النمو القويّ لأسواق العمل سيؤدّي الى زيادة مبكرة في المعدّلات.
في حين تأثيرات بيانات العمل مرتفعة، يجب التنبّه الى صدورها يوم الجمعة. يعني ذلك أنّه قد تسود فترة من الهدوء الحذر قبل الإصدار في حال لم يكن هنالك شيء آخر لتحفيز الدولار. من المحتمل أن تستطيع التذبذبات والأحجام في نهاية المطاف موازنة تحرّكات الأسعار بشكل ملحوظ أكثر. بينما لا يزال من المبكر توقع ارتفاع حاسم في أحجام التداول والأنشطة، نحن قادمون على نقطة تحوّل موسمية من شأنها توليد تغيير أساسي في أوضاع السوق. عادة ما يرسم يوم عيد العمل نهاية فترة الصيف. وفي ظلّ العلاقة الوثيقة بين الحجم والتذبذبات، من المحتمل أن تساهم هذه العودة الطبيعية للسيولة في قلب الموازين القائمة. في حين من الصعب التنبؤ بتغيير مماثل، ينبغي علينا الإستعداد.