من المرجح أن يصبح سوق الفوركس هذا الأسبوع متذبذبًا بشكل كبير؛وذلك نظرا لبعض الأحداث المتمثِّلة في محاضر اجتماع السياسة النقدية لبنك انجلترا، وقرار سعر الفائدة الخاص بلجنة السوق المفتوحة، وشهادة جانيت يلين، وقرار سعر الفائدة الخاص بالبنك المركزي السويسري، وعملية إعادة التمويل طويلة الأجل المستهدفة من قبل البنك المركزي الأوروبي، واستفتاء اسكتلندا.
إن مصطلح TLTRO يرمز إلى عملية إعادة التمويل طويلة الأجل المستهدفة من قبل البنك المركزي الأوروبي؛ حيث إننا على علم بتخفيضات سعر الفائدة التي جاءت في وقت سابق هذا الشهر، والتي اعتبرت بمثابة مؤشر واضح للبنوك والمتداولين حول العالم بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يبذل قصارى جهده لمنع التضخم من التأثير على الاقتصاد الضعيف للمنطقة الأوروبية. ولقد فاجأ البنك المركزي الأوروبي العالم، ودون أية مقدمات، بخفض أسعار الفائدة وبخطط تحفيزية جديدة؛ إلَّا أنهم لا زالوافي انتظار رصد آثارها أثناء أكتوبر.
و قد بات سعر الصرف وجهة مهمة للبنك المركزي للتأثير على الاقتصاد والتضخم. إذ إن ضعف اليورو يعزِّز الصادرات ويضيف إلى التضخم، وذلك من خلال ارتفاع أسعار السلع المستوردة مثل النفط. إن تداعيات إجراء البنك المركزي الأوروبي سرعان ما كان لها صدى واسعًا في جميع أنحاء أوروبا. إن البنك المركزي الدنماركي، وهو ليس ضمن منطقة اليورو، قد قام الأسبوع الماضي بتخفيض أحد أسعار الفائدة الرئيسية الخاصة به إلى المنطقة السلبية؛ حاذيًا حذو البنك المركزي الأوروبي. وفي الوقت نفسه، فإن هبوط اليورو عزَّز من مخاطر اضطرار البنك المركزي السويسري في الدفاع عن الحد الأقصى الذي وضعه على قيمة الفرنك السويسري مقابل اليورو. لذا؛ فإننا في الأساس نبحث عن اليورو مقابل الدولار الأمريكي واليورو مقابل الفرنك السويسري. وسوف يقوم كلًّا من البنكين المركزيين- هذا الأسبوع- بالمشاركة في تحديد سعر صرف عملتيهما حتى نهاية هذا العام.
ومن دون شك، فإن التركيز الأساسي ينصب على التصويت لاستقلال اسكتلندا؛ولكن محاضر بنك انجلترا، والتضخم، والتوظف، وتقارير الإنفاق، سوف تساهم أيضا في التذبذب المتوقَّع أن يشهده الزوج. ومن المقرر أن يُجرى الاستفتاء في 18 سبتمبر/ أيلول 2014، وتذكروا هذا التاريخ جيدًا؛ حيث إنه من المرجح أن يكون يومًا تاريخيًّا، وسيبدأ استطلاع الرأي من الساعة السابعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، وذلك على حسب التوقيت المحلي.
وسوف يكون السوق- اليوم وغدًا- "مترنحًا"- كما أسميه؛ حيث من الممكن أن يتحرك متذبذبًا دون أية أخبار، وربما يكون هادئا بسبب التذبذب المنخفض؛ حيث إن العديد من المتداولين سوف يتجنبون سوق الفوركس هذا الأسبوع. إنني أعتقد أن الجنيه الاسترليني سوف يكون محايدًا؛ حيث إنه قد بولغ في بيعه، لكن هذا الأمر غير أكيد إذ أن هناك أخبار رئيسية بالإضافة إلى بيانات مالية واقتصادية رئيسية، والتي من المتوقع أن تصدر مبكرًا هذا الأسبوع. وبمجرد تلقينا أية تسريبات متعلِّقة بنتائج الانتخابات، فإننا قد نشهد تذبذبًا عاليًا وتحركات في أسعار الجنيه الاسترليني.
ومن المفترض أن يقوم قرار سعر الفائدة الخاص بالبنك المركزي السويسري بتحديد مسار عملته. و على حد علمنا فإن البنك لن يتدخل إلَّا إذا هبطت عملته إلى مستوى أدنى من 1.20مقابل اليورو. وتذكروا أن في المرة الأخيرة الذي تدخل فيها البنك السويسري شهدنا حركة مأساوية لزوج العملة مقابل الدولار. وتوصي إدارة البحوث في آي سي إم كابيتال باستخدام أدوات إدارة المخاطر المتمثِّلة في أوامر وقف الخسائرخاصة عند الإعلان عن أي أخبار رئيسية و في أوقات التذبذب العالية. إذ أن سوق الفوركس والتداول بالهامش يحتويان على مخاطر عالية قد تسفر عن فقدانك لاستثمارك بالكامل. حظا سعيدا للجميع.