تشوّه جميل: دراسة هندسية مفصلة لمؤشر السوق السعودي

في الدراسة السابقة بعنوان دراسة فنية هندسية شاملة للسوق السعودي: إقرأ حتى لاتندم! وضعنا الإطار العام لمسار السوق السعودي وسبب السلبية المؤثرة على مسار السوق.

وبسبب تسارع الأحداث والتقلبات الشديدة في أسواق المال في الوقت الحالي، وكثرة التساؤل من المتداولين عن أي مستجدات قد تكون حدثت منذ وضعنا للدراسة الماضية.

رأينا بأنه من الأفضل التفصيل الفني لكي تتضح الصورة بشكل كامل سواء للمضارب أو المستثمر.

نظرة عامة على المؤشر العام السعودي:

الشارت التالي هو الشارت الموضوع في الدراسة الماضية

وبتحديث الشارت حسب آخر إغلاق سنرى التالي:

إذن، ما الذي تغيّر؟

بإختصار، لا شيء، تمت ملامسة جدار القناة السفلي وحدث الإرتداد المتوقع.

بمعنى أن الإرتداد من مستوى 5348 نقطة هو مجرد إرتداد فني، بينما السوق ككل لا زال داخل قناة هابطة.

لذلك من أجل أن نفهم كيف حدث الإرتداد وماذا يستهدف، يتوجب علينا تكبير الصورة وتفكيك الموجة الأساسية وتحليل الموجات الداخلية.

1. إرتداد فني:

بتاريخ 21 يناير كان السوق قد سجل أدنى نقطة هبوط عند 5348 نقطة وبنفس اللحظة كنا قد نوهنا على أن السوق قد بدأ مرحلة إرتداد فنية.

وتابعنا معكم مسار الإرتداد وبتوفيق من الله كان الهدف الأخير الذي تم تحقيقه 5950 وبكسره تم التحذير ايضاً بأن السوق سيعود للسلبية من جديد!

إذن من جديد، كيف نفسر ما يحدث حالياً؟ وما هو المتوقع لقادم الأيام؟

وللإجابة على هذا السؤال ينبغي تفكيك هذه الموجات الداخلية إلى موجات أصغر.

*لفهم طبيعة تفكيك الموجات، فالأمر تماماً مثل تركيب صور البازل، لن تستطيع مشاهدة الصورة الكاملة دون تفكيك القطع الصغيرة وتركيبها بمكانها بشكل صحيح حتى تتضح لك الصورة الأساسية.

وهذا ما يحدث للمؤشر العام، الصورة العامة سلبية تحوي بداخلها موجات دافعة إيجابية، ويهمنا الآن الموجة التي بدأت من 5348 نقطة. هل أنتهت؟

2. هبوط فني:

حسب نمط الإغلاق نجد أن موجة الإرتداد تمددت بما يقارب 738 نقطة.

حاول المؤشر تكوين دعم سعري عند مستوى 5950 وفشل, ومن ثم تم كسر نقطة المحور 5950 وعلى إثر هذا الكسر تكونت موجة هابطة جديدة، ولحساب طول هذه الموجة نلجأ لحساب منحنى الجيب، وهندسياً سيكون مقدار الإنزياح بحد أقصى -67%.

بمعنى أن أقصى تصحيح لهذه الموجة ينبغي ألا يتجاوز 494 نقطة.

ولحساب الدالة سنجد: قمة الموجة 6098 – مقدار الإنزياح 494 = الهدف 5604 نقطة

والسؤال هنا، هل حتماً يجب أن نصل إلى 5604 لكي تنتهي الموجة الهابطة؟ والجواب بكل تأكيد كلا.

إي مقدار للإنزياح مابين -33% إلى -67% هو كافٍ بشكل كامل لإنعكاس الموجة وتكوين الموجة الإرتدادية الصاعدة الجديدة.

والمؤشر العام حالياً يقع عند مستوى 5660 نقطة، بمعنى أن فرصة الإرتداد مواتية بشكل كامل.

والسؤال الأهم هنا، ماذا لو تم كسر 5606 نقطة؟

الإغلاق تحت 5606 وليس كسرها هو تماماً مثل الإغلاق تحت 5950. لأن كلا النقطتين تعتبران نقاط محور، والإغلاق دون نقطة المحور يعني تمدد منحنى الجيب ومن ثم إستهداف المحور الذي يليه مباشرة، بمعنى آخر سلبية قد تصل إلى 150 نقطة.

3. ما هدف الإرتداد الثاني؟

في حل تم الإنعكاس بنجاح إن شاء الله، سيكون الهدف الأول هو محور الدالة السابقة 5950 ومن ثم تتشكل المتوالية الحسابية كالتالي: 5950 > 6160 > 6245 > 6350

بمعنى أن الإغلاق فوق الهدف سيستهدف الهدف الذي يليه مباشرة، وتم تمييز الهدفين الأخيرة 6245 و 6350 لأهميتهم البالغة.

*ضع في الحسبان بأن الموجة مجرد وصولها إلى 5950 تكون قد أدت ماعليها من إندفاع.

4. لمعة نجم في سماء حالكة:

لنعود مرة أخرى إلى الشارت اليومي (المسار العام للسوق).

ذكرنا بأن إشتراط تحول المسار العام من سلبي إلى إيجابي هو بتدمير الجدار العلوي لهذه القناة الهابطة.

فإذا نظرنا إلى الأهداف البعيدة في حال نجاح موجة الإرتداد إن شاء الله، سنجد بأن 6245 و 6350 تقعان على جدار القناة العلوي.

بالإضافة إلى المتوسط المتحرك لـ50 يوم، معنى ذلك ثلاث مقاومات كل نقطة أشد من الأخرى تجتمع على جدار هذه القناة في نقطة واحدة.

1. جدار القناة
2. منحنى الجيب
3. المتوسط المتحرك

في حال تم الإغلاق وإختراق جدار القناة سنقول بأن المسار العام تحول للإيجابية بشكل كامل، عدا ذلك فالزم الحذر!

ولا يغرنك حتى الوصول إلى هذه النقطة، بل الإغلاق فوقها ولا شيء سواه.

5. تشوّه جميل:

من الكوارث التي يرتكبها البعض هو الإعتماد على الهندسة الإقليدية وحدها في تحديد المسارات، ناسين أو متناسين بأن الموجات لا يمكن أن يتم تحديدها بواسطة ترند وزاوية أو حتى بحسابات فيبوناتشي دون الأخذ في الحسبان حقيقة تشوه الموجات.

وإلا فلنضرب بمبدأ هايزنبرج عرض الحائط ولندحض تجربة شقي يونغ خيرُ لنا من تبني ما لا يقبله العلم، ومثال على ذلك التشوّه في نمط الموجات كالتالي:

في الشارت أعلاه للسوق السعودي بمجرد الخروج من نمط الموجات الجيبية عند مستوى 6000 حدث تشوّه أوصل المؤشر بشكل سريع إلى مستوى 11000 نقطة.

وهذا ما نتمنى حدوثه في حال حدوث إرتداد وتمدد الموجة إلى 6350 نقطة.

ختاماً، نذكر بأن هذه الدراسة هي مجرد تحليل للموجات الداخلية وأهدافها في كلا المسارين، وأن السوق حتى هذه اللحظة لم يعطي إشارة الدخول الفعلية إلا للمضارب المتمرس فقط.

عدا ذلك إبقى على ضفة النهر خيرٌ لك من تجربة عمق الماء فيه.

*في حال ورود أي مستجدات ستيم نشرها على صفحتنا بتويتر متمنين للجميع دوام التوفيق إن شاء الله.