تشهد أسواق الأسهم العالمية عمليات بيع مفتوح منذ يوم الأمس تسببت في خسائر تصل إلى 800 مليار دولار، يأتي هذا في ظل تزايد إقبال المستثمرين على عمليات البيع وتجنب المخاطرة في الأسواق المالية، والآن سنتعرف على أهم أربعة أسباب تقف وراء عمليات البيع المفتوح على الأسهم العالمية.
السبب الأول: يكمن في التوقعات التي تزايدت بشكل كبير في الأسواق العالمية بإقدام البنك الاحتياطي الفدرالي على رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام الجاري، وقد تزايدت هذه التوقعات بعد حديث رئيس البنك الفدرالي جانيت يلين نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن أشارت إلى توقعات بارتفاع تدريجي في معدلات التضخم وتأثر الاقتصاد الأمريكي بشكل طفيف بتباطؤ الاقتصاديات الناشئة.
ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يحمل أثر سلبي كبير على أسواق الأسهم العالمية، نظراً لأن ذلك سيعمل على تغير توجهات المستثمرين في الأسواق المالية وسيتسبب في زيادة الضغط السلبي على العديد من الاقتصاديات العالمية.
السبب الثاني: تزايد التوقعات بانتهاء دورة النمو في الاقتصاد العالمي وأن الوقت قد حان للتباطؤ وتراجع أداء الاقتصاديات العالمية، وقد تسللت هذه التوقعات إلى نفوس المستثمرين من جراء التدهور الحالي في الاقتصاد الصيني وتوقعات قيام صندوق النقد الدولي لتخفيض معدلات النمو العالمية خاصة بعد أن حذر من التأثير السلبي لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
السبب الثالث: هو تراجع أداء الاقتصاد الصيني بما لا يدع مجال للشك أن الصين لن تحقق هدف النمو الحكومي عند 7% على الرغم من كل وسائل التحفيز التي لجأت إليها الحكومة والبنك المركزي الصيني ومنها خفض أسعار الفائدة خمسة مرات منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى جانب تخفيض سعر صرف اليوان وخفض الاحتياطي الإلزامي للبنوك التجارية.
بيانات القطاع الصناعي في الصين مستمرة في التدهور إلى جانب انخفاض الصادرات الصينية، وهو الأمر الذي يتسبب معه في إضعاف الاقتصاديات الأخرى التي تعتبر الصين هي الشريك التجاري الأول لها مثل اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية.
السبب الرابع: الانخفاض الكبير في أسعار المواد الخام والسلع الأولية والطاقة في الأسواق العالمية، وهو الأمر الناتج من التوقعات بانخفاض النمو في الاقتصاد العالمي والصين مما يؤدي إلى تراجع الطلب على السلع والمواد الخام.
انخفاض أسعار السلع في الأسواق المالية العالمية من شأنه أن يتسبب في انخفاض أسهم الشركات العاملة في هذه القطاعات ليزيد هذا من حدة الهبوط في مؤشرات الأسهم العالمية ويدفع المستثمرين إلى التخلي عن أسواق الأسهم لصالح استثمارات الملاذ الآمن.