جرى تداول الدولار الأمريكي بشكل متباين أمام نظراؤه من العملات الرئيسية خلال صباح اليوم الأربعاء في أوروبا. وارتفع الدولار الأمريكي بالترتيب أمام اليورو والفرنك السويسري والكرونة النرويجية والجنيه الإسترليني، بينما ظل بدون تغيير أمام الكرونة السويدية والين الياباني والدولار الكندي والدولار النيوزيلندي. ولم ينخفض الدولار الأمريكي سوى أمام الدولار الأسترالي.
سجلت الكرونة السويدية ارتفاعا حادا بعد حاد بعد أن تحول معدل التضخم في البلاد للمنطقة الإيجابية في شهر فبراير، وذلك للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، ولكنها تخلت عن جميع مكاسبها في الساعة التالية. وكان مؤشر أسعار المستهلكين قد ارتفع إلى 0.1% على أساس سنوي في فبراير، وذلك على النقيض من تسجيل ناقص 0.2% على أساس سنوي في الشهر السابق. أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي - مقياس التضخم المفضل للبنك المركزي السويدي، والذي يستخدم سعر فائدة ثابتة على الرهونات العقارية، فقد ارتفع بنسبة 0.9% على أساس سنوي من 0.6٪ على أساس سنوي ومتفوقا أيضا على التوقعات ومتماشيا مع وجهة نظر البنك بأن التضخم الأساسي قد وصل إلى القاع. ومع ذلك، فإن المعدل لا يزال أقل بكثير من مستوى 2% الذي يستهدفه البنك ولا يمكن استبعاد احتمال لجوء البنك لمزيد من التيسير النقدي. وبناء على ذلك فإنني أحتفظ بنظرتي الصعودية لزوج الدولار الأمريكي/الكرونة السويدية.
وفي المملكة المتحدة، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.1٪ على أساس شهري في يناير على النقيض من التوقعات التي تنبأت بالارتفاع بنسبة 0.2% على أساس شهري لتسجل قراءة التقرير الانخفاض على أساس شهري للشهر الرابع على التوالي. ومع ذلك فإن القراءة المخيبة للتوقعات للإنتاج لا تلقي سوى مخاطر ضغوط هبوطية طفيفة على القوة الدافعة للنمو في المملكة المتحدة؛ حيث إن مؤشر مديري المشتريات لشهري يناير وفبراير قد أشار إلى تسارع وتيرة النمو في الربع الأول. وانخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي ولكنه ظل قويا أمام اليورو. ويجري تداول زوج اليورو/الجنيه الإسترليني على ارتفاع بضع نقاط من الحاجز الرئيسي 0.7000. ويمكن أن يؤدي الاختراق تحت هذا الحاجز إلى دفع السعر لمزيد من الانخفاض، وربما إلى مستوى 0.6800.
شهدت عائدات السندات الأوروبية مزيدا من الانخفاض حيث يواصل البنك المركزي الأوروبي برنامجه للتيسير الكمي. ودعم ذلك تسجيل مكاسب لليوم الثالث على التوالي حيث تراجع عائد سندات البوند الألمانية لأجل 10 سنوات ليصل إلى 0.215% عند الساعة 11 صباحا بتوقيت غرينتش. وهذا الانخفاض الكبير بمقدار 20 نقطة أساس عن أعلى مستوى للعائد والذي سجله يوم الاثنين يعكس النشاط المتزايد في أسواق الديون الأوروبية بوجه عام والأسواق الألمانية على وجه الخصوص، حيث إن هذه الأسواق هي المكان الذي من المفترض أن يشهد تنفيذ البنك المركزي الأوروبي للجزء الأكبر من مشترياته. وكان زوج اليورو دولار قد انخفض تحت مستوى 1.0600 ويبدو أنه لا يوجد شيء يمكن أن يوقف هذا السقوط الحر.