سجّل الدولار الأسترالي أداءًا مخيّبًا للآمال خلال الدورة المسائية وخسر ما يناهز 1.34% مقابل نظيره الأميركي في أعقاب بيانات الوظائف المخيّبة للآمال للغاية لشهر ديسمبر. أظهرت الأرقام خسارة الإقتصاد على نحو مفاجىء 22600 فرصة عمل، ما يبتعد جدًا عن توقعات الخبراء الاقتصاديين التي رجّحت بروز ارتفاع يصل الى 10 آلاف. في هذا الصدد، تعتبر هذه القراءة الأسوأ في تسعة أشهر وقد ألقت بثقلها على التخمينات المحيطة بسياسة بنك الاحتياطي الأسترالي، مع هبوط عائدات السندات المستحقّة في عامين بمقدار 8.2 نقطة أساسية- التراجع اليومي الأكبر في ثلاثة أشهر.
تتصدّر المراجعة النهائية لمؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر في منطقة اليورو الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. من المرجّح أن يتمّ تأكيد التقديرات الأوّلية التي بيّنت بلوغ معدّل التضخّم السنوي العامّ 0.8% مع تواجد القراءة الرئيسية عند قاع 0.7% التاريخي. من المستبعد أن تبدي تحرّكات الأسعار ردود فعل ملحوظة ومستدامة أزاء النتائج التي تتطابق مع التخمينات. مع ذلك، من المحتمل أن يرزح اليورو تحت وطأة الضغوطات في حال برزت مفاجأة هبوطية وسط تقييم التّجار فرضيّة لجوء البنك المركزي الأوروبي الى توسيع دائرة الحوافز. هذا ونحافظ على مواقع بيع زوج اليورو/دولار.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو أرقام مؤشر أسعار المستهلك الأميركي. من المرجّح أن يرتفع المعدّل السنوي وصولاً الى 1.5%، وهو الأعلى في أربعة أشهر، ما يعزّز سيناريو مواصلة بنك الاحتياطي الفدرالي تقليص التيسير الكمّي خلال الأشهر القادمة. في إطار مختلف، من المرتقب أن تظهر الأرقام الأسبوعية لإعانات البطالة هبوط الإعانات الأساسية الى أدنى مستوى لها في شهرين. غنيّ عن القول إنّ الأرقام المذكورة ترسّخ عملية تطبيع السياسة.
وفي حين تصبّ هذه النتائج لصالح الدولار الأميركي كما يبدو، بيد أنّ قدرتها على مواصلة دفع العملة المعيارية على الإرتفاع قد تكون محدودة في إطار الأداء الذي يسجّله الأخضر في الآونة الأخيرة. فالعملة تتّجه نحو توليد أكبر زخم صعودي لها في أحد عشر أسبوعًا. في الواقع، لا تتحرّك الأسواق وفق خطوط مستقيمة ومن المحتمل بروز فترة من يتمّ فيها استيعاب هذا الوضع خلال الأجل القريب ما لم تصدر أي بيانات تتباعد مع المعادلة القائمة حاليًا.