الدولار الأميركي تطلّع الى اختراق ذروات رئيسية مقابل الين الياباني واليورو وغيرهما من نظرائه الرئيسيين.
مع ذلك، أبقى التقرير المخيّب للآمال للوظائف الأميركية تجّار الدولار تائهين، وعلى الرغم من ذلك أنهى مؤشر S&P500 الأسبوع عند ذروات تاريخية- ماذا يحمل لنا الأسبوع القادم؟
كان من المفترض أن يكون الأسبوع حافل بالنسبة الى الأخضر مع إصدار بنك الاحتياطي الفدرالي قرار فائدته ونشر بيانات الفصل الثاني لنمو الناتج المحلي الإجمالي وتقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي لشهر يوليو. بيد انّ مؤشر الدولار داو جونز- أف.أكس.سي.
ام سجّل أربعة تسارعات صعودية يومية متتالية ولكنّه لم يسجّل الإختراق الصعودي الذي رجّحنا تبلوره.
إذا لم تستطع أبرز ثلاثة أحداث اقتصادية في دفع الدولار الى تسجيل اختراق، ما الذي قد يدفعه الى ذلك؟ لا يحمل الأسبوع القادم في طيّاته الكثير من الأحداث الاقتصادية الأميركية المحفوفة بالمخاطر، وفي الواقع هوت أسعار التذبذبات استباقًا لغياب تحركات الأسعار.
في حال كان هنالك أمرًا واضحًا فيتمثل بعدم معرفة المحرّك الرئيسي التالي للأسواق.
إنّ واقع تواجد تجارات S&P500 عند ذروات تاريخية وسط استمرار اختبار سندات الخزانة وأسواق المداخيل الثابتة الأوسع نطاقًا تذبذبات كثيفة يشكّل سببًا واضحًا للقلق.
وفي حين كان من عدم الحكمة السعي وراء توقيت بلوغ S&P القمّة، تجدر الإشارة الى أنّ تجارات مؤشر VIX للتذبذبات تتواجد عند أدنى مستويات لها منذ بدء الأزمة المالية في العام 2007. في ظلّ أوضاع مماثلة، كثيفة هي فرص بروز تحرّكات تصحيحية خلال الأجل القريب.
ستقتصر الأحداث الاقتصادية الأميركية على بيانات ISM التصنيعية المرتقبة الإثنين والأرقام الأسبوعية لإعانات البطالة الأساسية التي ستصدر الخميس، ومن المستبعد أن تساهم أي منها في توليد تحرّكات كبيرة في الأسواق نظرًا الى تجاهل الأسواق نسبيًا تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي وإعلان السياسة النقدية لمجلس الإحتياطي الفدرالي.
عوضًا عن ذلك، سنتطلّع الى الأحداث الرئيسية التي ستتبلور على ساحة منطقة آسيا والمحيط الهادىء.
من المحتمل أن يشكّل قرار فائدة بنك الاحتياطي الأسترالي وأرقام الميزان التجاري والتضخّم الصيني المحرّكات الأبرز لمؤشر الدولار- ولا سيّما في ظلّ تسجيل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي الأداء الأسوأ مقابل العملات الرئيسية خلال الأسبوع السابق.
يقدّر التّجار في الوقت الراهن بنسبة 90% فرص تخفيض بنك الاحتياطي الأسترالي معدّلات الفائدة خلال اجتماع الأسبوع القادم. وعلى الرغم من أنّ العائدات المتدنّية قد لا تتمتّع بتأثيرات مباشرة على الاقتصاد الأميركي، يعتبر استمرار مضي بنك الاحتياطي الاسترالي في نهج التيسير غاية في الأهّمية بالنسبة الى أسواق الفوركس بشكل عام.
نرجّح اختبار الدولار تذبذبات ملحوظة عند بروز أي مفاجآت.
من المحتمل أن تتمتّع بيانات التضخّم والتجارة الصينية بتأثيرت كبيرة على الاقتصادات الأسترالية واليابانية والنيوزيلندية المرتبطة ببعضها البعض. يترك الإعتماد الواضح للإستهلاك الصيني الاقتصادات الأسترالية والنيوزيلندية عرضة للمخاطر في حال جاءت الواردات مخيّبة للآمال.
إنّ أي قراءة لمؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين دون التوقعات ستحدّ من خيارات بنك الشعب الصيني في إبقاء السياسة النقدية فضفاضة في ثاني أوسع اقتصاد في العالم. نتوقّع أن يختبر الدولار الأسترالي والنيوزيلندي والين تحرّكات ملحوظة عند أي قراءات دون التقديرات أو فوقها.
أوردنا في الأسبوع السابق أنّ الدولار الأميركي يتواجد على الأرجح عند مفترق رئيسي مقابل الين وغيره من نظرائه الرئيسيين.
وعلى الرغم من فشل مؤشر الدولار في الحفاظ على مكاسبه، من الضروري الإشارة الى انّ الدولار لا يزال متمركزًا على مقربة من ذروات رئيسية لأسابيع عدّة عقب تسجيله تقدّمًا طوال أربعة أيّام متتالية.
هل هذا هو ارتفاع الدولار الذي كنّا بإنتظاره؟ ليس بالتحديد، إلاّ أنّ شهر أغسطس كان الى حدّ الآن إيجابيًا بالنسبة الى مؤشر الدولار.
من المحتمل أن يشهد الدولار استكمالاً لمسار تحقيق الأرباح في الأسبوع التالي.