مقال بقلم تانزيل أختر
لقد خرجت لايتكوين إلى الوجود على يد مخترعها (تشارلي لي) في شهر أكتوبر من عام 2011. واليوم، تبلغ القيمة السوقية لـ (لايتكوين) 2.8 بليون دولار، وتتداول العملة الرقمية عند سعر 57.5 دولار.
في الأصل، تم إطلاقهذه العملة من خلال الجمع بين رمز برمجة (بيتكوين) مع نسخة من العملة الرقمية التي فشلت، (فيربريكس)، بعد تنقية برمجيات هذه العملة من الأخطاء التي كانت موجودة فيها. ولقد تم تصميم (لايتكوين) بهدف (جعل عملية التعدين أكثر ديمقراطية مما هي في بيتكوين". وبعد إطلاقها، أصبح (لايتكوين) العملة الرقمية رقم 2 من ناحية الشعبية، خلف بيتكوين، وشهدت مساراً سعرياً صعودياً مماثلاً لما شهدته بيتكوين.
ومعذلك، فإن مجموعة من الخطوات غير الموفقة، بما في ذلك مخطط إحتيال صيني على شاكلة مخططات (بونزي) الشهيرة، تضمن (لايتكوين) في عام 2015 وتسبب في تقويض قبول العملة الرقمية، ساهمت في دخول هذه العملة إلى السوق الهابطة، مما أضعف موقفها في عالم العملات الإفتراضية.
فيالوقت الحالي، لا تزال بيتكوين في الصدارة في عملية التكييف نحو العملات الإفتراضية، مع قيمة سوقية تبلغ 95.5 بليون دولار، وسعر تداول يبلغ 5,698 دولار فيوقت كتابة هذا التقرير. العملات التي تتبع بيتكوين من ناحية الاهتمام هي إيثيريم وريبيل وبيتكوين كاش، بينما إنحدرت (لايتكوين) على المركز الخامس.
بيتكوين ولا لايتكوين لا تزالا مرتبطتين
على الرغم من سقوطها إلى المركز الخامس، لا يزال الكثيرون يعتقدون أن (لايتكوين) هي ثاني عملة إفتراضية من ناحية الأهمية. في السنوات الماضية كان يطلق على (لايتكوين) أنها "الفضة" لمعيار الذهب (بيتكوين). هل ما زال هذا التشبيه قائما؟
السيد (فيتاليغوميروف) هو الرئيس التنفيذي لشركة حلول دردشة (بلوكتشين) Miniapps.pro، ويفسر أنكل من (بيتكوين) و (لايتكوين) تبقيان مرتبطتان إرتباطاً وثيقاً ببعضها البعض لأنهما مبنيتانعلى خوارزميات مماثلة، ولكن هناك إختلاف في وضع كل منهما في السوق. يقول (غوميروف):
"لايتكوينحدثت تاريخياً نتيجة لإنفصال الشوكة الثابنة لـ (بيتكوين) في عام 2012. لقد كانت العملة الإفتراضية رقم 2 لفترة طويلة من حيث القيمة وحجم التداول. يمكن أن نقول أنهاكانت الفضة مقارنة بذهب (بيتكوين) في الماضي. إن سعر الصرف الخاص بها ما زال يرتبط بشكل كبير مع بيتكوين حتى الآن. ومع ذلك، فهي تركت مركزها لمصلحة (إثريوم) الآن".
السيد (غريغ سيبولارو)، هو كبير المحللين في (ديجيتال أسيت ريسيرش). لا يبدو (غريغ) مقتنعاً بالضرورة أن (لايتكوين) أصبح هي المتسابق الأخير في عالم العملات الإفتراضية، ويلاحظأن (بيتكوين) و (لايتكوين) تشتركان في العديد من الخصائص، ولكنهما تختلفان فيخوارزميات الإجماع، ووقت إنشاء الكتلة (Block)، وأوقات تأكيد تعاملات العملاء، وهو ما قد يتبين أنه مناسب في المستقبل. ويقول:
"الوقت المستهلك في إنشاء الكتلة في لايتكوين هو 2.5 دقيقة، مقابل 10 دقائق لـ (بيتكوين)، وهو ما يسمح بالتحقق من التعاملات بشكل أسرع. كما أنها كانتأيضاً واحدة من أول الرموز الكبرى التي تقوم بالإعتماد على شاهد منفصل (SegWit)، وهيتكنولوجيا تساعد على تحسين تخزين البيانات داخل كتلة، مما يمهد الطريق لزيادةإنتاجية التعاملات. إن (بيتكوين) تتفوق على (لايتكوين) من حيث مشاركة المطورين (أي إحصائيات جيإتهب)، وحماية الشبكة (أي عائق البلوكتشين) وقبول التجار".
السيد (تريفور كوفيركو)، هو الرئيس التنفيذي لشركة (بوليماث)، وهي منصة للأوراق المالية المتعلقة بالرموز الرقمية،يعتقد أن (لايتكوين) تعمل بمثابة نظير مفيد لبيتكوين تماماً كما تفعل الفضة بالنسبة للذهب. ويشير إلى أن (لايتكوين) أسرع من (بيتكوين) وأكثر مرونة لأن هيكل حوكمة الشركة الخاص بها يسمح لها بمحاولة أشياء جديدة وتجربة أسرع. وعلى هذا الصعيد، فإنه يمكن إعتبار (لايتكوين) على أنها مثل "طبق بيتري" لـ (بيتكوين) الأكثر شعبية، أو إذا أردنا إستخدام تشبيه رياضي، فهي "فريق يلعب في دوري صغير"، فريق مزرعة، لـ (بيتكوين)، حيثيمكن تجربة الأفكار الجديدة والتحسينات التكنولوجية عليها قبل تطبيقها على (بيتكوين).
الذهب والفضة و ... النحاس؟
السيد (نولان باويرل)، هو مدير البحوث في شركة التحليل (كوينديسك). ويبدو السيد (باويرل) غير مقتنع أن تشبيه الفضة هو التشبيه الصحيح، ويعتقد أنه يمكن أن تتم رؤية الأمر بهذه الطريقة، ولكن هنالك العديدي من العملات الإفتراضية التي يمكن أيضا أن تناسب هذا الوصف. يهدف العديد من هذه العملات إلى أن يتم إستخدامها كوسيلة لإتمام التبادلات التجارية، والمساعدة على إنشاء وحماية العلاقات التجارية. يرى (باويرل) الأمر بشكل يختلف قليلاً:
"ربما يكون التشبيه الأكثر إثارة للاهتمام أن يتم النظر إلى (إثيريم) على أنها النحاس، وكما هو الحال في بناء مجتمعات التنمية الضخمة، فإن ذلك يساعد علىارتفاع قيمة العملة الإفتراضية، بسبب أنها تصبح أكثر فائدة في التطبيقات التجاريةوالصناعية".
تحدثنا إلى مصدر آخر عن (لايتكوين)، فقال أنها بمثابة البرونز، بينما (إثيريم) هي الفضة، و(بتكوين) بالتأكيد هي الذهب.
هل هذا يعني أنه مقدر لـ (لايتكوين) أن تغرق في الظلام، بينما تنطلق (بيتكوين) و(أثيريم) والمنافسين الأخرين في عالم العملات الإفتراضية إلى سماء النجاح؟
السيد (كليم تشيمبرز) هو الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة تزويد البيانات (أي دي في إف إن)، ويعتقد بأن العملات الإفتراضية ستكون مثل شركات الإنترنت في بداية عهدها. بعضها أزدهر بشكل لا يمكن التنبؤ به، بينما إختفى البعض الأخر في الظلام. وفي نهاية المطاف، لن يصل إلى مستوى العمالقة إلا القلة القليلة. ولكن (تشيمبرز) مؤمن بـ (لايتكوين). وفي الحقيقة فلقد قال انه يملك "كومة" من هذه العملة الإفتراضية، على أساس أنها لا تزال هي الفضة لذهب بيتكوين.
لوكن من الطبيعي ألا يتفق الجميع على ذلك.هلمن الممكن أن يكون مصممو (لايتكوين) قد تعمدوا أن تكون عملتهم أكثر شبهاً بالنحاس المفيد للغاية، ولكنها في المركز الثالث وراء المعادن الثمينة مثل الذهب أو الفضة؟بورصة (كوينبيس) الرائدة في أسواق تبادل الأصول الرقمية، لا تطرح إلا ثلاث عملات فقط: بيتكوين، إثيريم ولايتكوين!
فيما يلي كيف يحسب (تشيمبرز) موقفه:
"بالوزن، هذه هي نسبة الخام التي استخدمها الرومان: وحدة ذهب إلى 12 وحدة فضة وحدة ذهب إلى 500 وحدة نحاس. وعلى مر القرون، تغيرت هذه النسبة لتصبح وحدة ذهب إلى 20 فضة، ووحدة ذهب إلى 400وحدة لنحاس بحلول الحرب العالمية الأولى. إن نسب العملات المعدنية الثمينة تذكرنا، والأسباب هي أيضا مشابهة. يتم تسعير العملات الإفتراضية بشكل يدل على مدى الرغبة فيها، ويعكس تكلفة التعدين. النسبةلـ (بيتكوين) هذا صحيح بشكل خاص لأنه يمكن أن ينظر إلى أن قيمة بيتكوين تعكس الأرباح وتكلفة التعدين والصيانة. إن تكلفةمعاملة بيتكوين تحوم حول 2 – 5 دولار، وهذا يعني أنها، مثل الذهب، لايمكن أن تكون فعالة من حيث التكلفة إلا في حال إستخدامها في المعاملات الكبيرة فيمجموع آلاف من الدولارات.في المقابل، تكلفة صيانة (لايتكوين) حوالي سنت واحد، وهذه هي نسبة 1 إلى 500 التي تربطها بـ (بيتكوين)، وهو ما يشير مجدداً إلى أن (لايتكوين) هي النحاس".
التشبيه بالمعادن الثمينة لا يصمد
السيد (آرون لاشر) هو مدير التسويق في شركة (بريد واليت) التي تعمل في مجال التزويد بمحافظ (بيتكون)، يختلف بشكل كامل مع هذا التشبيه. فبرأيه، الفضة هي الثانية بعد الذهب لأنها تمتلك نسبة (السعر إلىالوزن) منخفضة، وهذا يعني أنها أكثر ملاءمة لشراء السلع الصغيرة. ويكمل السيد (لاشر) حديثه قائلاً:
"على سبيل المثال، فإن قهوة اللاتيه من (ستاربكس) التي ثمنها 4 دولارات ستكلف ربع أوقية من الفضة (أكثر قليلا من وزن ربع الدولار). ونسبياً، ستحتاج لدفع 0.003 من أوقية من الذهب.هذا جزء صغيرة من المحتمل أن تخسره، أو ربما تدفع مقابل القهوة بأكثر من ذلك بالخطأ".
وباستخدام مقارنة (لاشر)، ولأن (لأيتكوين) و(بيتكوين) على حد سواء لا وزن لهما، فإن الاهتمام بنسبة الوزن إلى السعر الخاصة بهما لا يظهر على أنه منطقي. ثم ما الذي يجعل (لايتكوين) جذابة؟ برأيه: "أنها في الأساس نسخة احتياطية لـ (بيتكوين) وأرض أختبار للتحسينات جديدة. إنه أمر أقل خطورة بكثير ان تتم التجارب على (لايتكوين) وليس على (بيتكوين)، وتحقيق الإجماع على ذلك هو أمر أسهل".
يستمر سوق العملات الإفتراضية في التطور والتطور بشكل سريع لدرجة مثيرة للدهشة. على الرغم من أن البعض يعتقد أن (لايتكوين) يمكن أن تصبح أقل شعبية في المستقبل، إلا أن البعض الآخر يعتقد انها فقط في مرحلة "سبات"، ويستشهدونبأمور حدثت مؤخراً، مثل قرار (تشارلي لي) الذي إتخذه قبل فترة بالعودة إلى جعل (لايتكوين) مشروعه الرئيسي مرة أخرى،وإدراج المحفظة الرقمية (جاكس) لعملة (لايتكوين) في جميع المنصات التي تدعمها بمافي ذلكأجهزة شركة (آبل)، ويعتبرون هذه الأمور إشارات على أن (لايتكوين) ستنطلق. وكما ذكر موقع (كريبتوإينسايدر) مؤخراً، فإن (لايتكوين) يمكن أن تصبح هي طفرة النمو الجديدة.