انخفضت أسعار الذهب مجددًا يوم الجمعة بأكثر من 1%، حيث غذت الرغبة في المخاطرة الأسهم على حساب أصول الملاذ الآمن بعد أخبار عن توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق جزئي مع الصين.
أدى التقدم الواضح في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى ارتفاع كبير في أسعار الأسهم، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 400 نقطة يوم الجمعة الماضي.
ولكن بعد هذا الاتفاق التجاري “الجزئي” …هل انتهت المخاطر الجيوسياسية؟
إلى جانب الاتفاق التجاري “الجزئي” الذي فاجأ الأسواق، فإن تطورات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد أعطت بعض التفاؤل الكبير مرة أخرى إلى السوق على خلفية أخبار بأن بريطانيا والاتحاد الأوروبي من المقرر أن يعقدا محادثات “مكثفة” بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصف كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه ونظيره البريطاني ستيفن باركلي المحادثات السابقة بأنها “بناءة”، مما يعطي الأسواق أملاً بالتوصل إلى اتفاق مع اقتراب موعد رحيل المملكة المتحدة يوم 31 أكتوبر.
ومع ذلك، بصرف النظر عن بعض الأخبار الجيدة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تزال هناك مجموعة من القضايا الجيوسياسية التي لم يتم حلها والتي تؤثر على السوق سلبا وتؤدي إلى ارتفاع الأصول الآمنة.
هناك قلق، سواء كان الأمر يتعلق بإيران والشرق الأوسط أو تركيا وسوريا أو التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وصل الذهب يوم الجمعة إلى مستوى 1473 دولار لأونصة وسرعان ما ارتد إلى الإغلاق عند 1488 دولار الأونصة، مما يدل على أن التردد مازال يطغى على معنويات الأسواق.
لهذا التردد، هناك أسباب، فبعد ظهر يوم الجمعة، انشغل المستثمرون بأخبار تفيد بأنه تم نشر 3000 فرد أو تمديد مهامهم في الشرق الأوسط “لضمان وتعزيز الدفاع عن المملكة العربية السعودية”، وفقًا للبنتاجون.
علاوة على ذلك، كانت هناك أخبار أيضًا بأن تركيا كثفت ضرباتها للميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا حيث ذكرت الأمم المتحدة أن حوالي 100000 شخص غادروا منازلهم في مواجهة التوغل العسكري التركي.
نعتقد أنه يجب على المستثمرين معرفة ما إذا كانت ستستمر الأخبار الإيجابية عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والبحث عن لغة التلاعب بالعملة في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والمشتريات الزراعية وردود الفعل الصينية على الاتفاق الجزئي، وما الذي سيحصل بالنسبة للقضايا التجارية الأخرى التي مازالت محل خلاف وتحول دون التوصل إلى اتفاق كامل.
الاحتياطي الفيدرالي يبدو أكثر تشددا
تسعر الأسواق بفرصة أقل لخفض سعر الفائدة في شهر أكتوبر، حيث تشير أحدث التقديرات إلى فرصة بنسبة 67% للتخفيض مقابل فرصة بنسبة 87% قبل يومين فقط.
وكان آخر المتحدثين في الأسبوع الماضي، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس روبرت كابلان، قد ذكر إنه من المهم الحفاظ على “ذهن متفتح” بشأن ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التيسير. ولا بد من مراقبة التطورات الاقتصادية لمعرفة ما إذا كان الوضع يتطلب المزيد من تخفيضات سعر الفائدة أم لا.
حديث كابلان قلص من توقعات خفض سعر الفائدة، وكانت نسبة التوقعات قد ارتفعت منذ حوالي أسبوعين بسبب بيانات التصنيع الضعيفة للغاية.
البيانات الاقتصادية للمتابعة في هذا الأسبوع
سيكون أهم تقرير في الأسبوع القادم هو مبيعات التجزئة الأمريكية يوم الأربعاء، والتي من المتوقع أن تصل إلى 0.3% في سبتمبر. من المقرر أيضًا نشر توقعات البيج بوك يوم الأربعاء.
تعتبر مبيعات التجزئة مقياسا رئيسيا على صحة الاقتصاد. ولذلك فإن أي أرقام ضعيفة أو أسوأ من التوقعات ستكون لصالح الذهب.
تشمل مجموعات البيانات الرئيسية الأخرى التي يجب مراقبتها مؤشر امباير ستيت للصناعة يوم الثلاثاء، وأرقام مثل بيانات الإسكان والإنتاج الصناعي ومؤشر فيلادلفيا للصناعات التحويلية يوم الخميس.
لمزيد من التحاليل ونقاط الدعم والمقاومة للعملات، السلع والأسهم السعودية يمكنكم زيارة موقع بيانات.نت
التوقعات الفنية لأسعار الذهب
استطاعت أسعار الذهب التماسك في بداية الأسبوع الماضي وحتى يوم الأربعاء وفقا لما أشرنا إليه في تحليلنا يوم الأحد الماضي. حيث حقق الذهب صعودا إلى مستوى 1516 دولار كما كنا قد ذكرنا في توقعاتنا الأسبوعية.
حاليا، مازلنا نرى أن مستوى الدعم عند 1484 دولار لأونصة، وإذا حافظ الذهب على الإغلاق اليومي أعلى منه فقد نشاهد صعودا من جديد حتى منطقة المقاومة 1500 ـ 1516 دولار لأونصة.
وأي إغلاق يومي أعلى من 1516 دولار لأوقية سيفتح الطريق نحو المزيد من المكاسب حتى 1522 دولار.
في حين أنه إذا شاهدنا كسر بإغلاق يومي للدعم 1484 دولار فقد تتواصل الخسائر حتى 1456 دولار لأونصة.
بصفة عامة، مازال الاتجاه العام للذهب صاعدا، وحتى لو حصل هبوط نحو مستويات الدعم التي ذكرناها فإننا نعتقد أن ذلك يتيح فرصة للشراء. بيانات.نت