استنفد السوق حاليا كافة موارده. فنجد أن العلاقة العكسية بين الأسهم سندات الخزانة مستمرة، وذلك بسبب تحركات المستثمرين بتدوير رأس المال بين النمو والأمان، وبين التفاؤل والتشاؤم بشأن معدل الفائدة. ويرتبط معدل الفائدة بالنمو الاقتصادي.
وكنوع من المفارقة نجد أن نقاط ضعف الأسهم هي نقاط قوتها. إذ أن الأسهم كلما ارتفعت، كلما فقدت جاذبية أسعارها. وصحب فقدان الأسهم جاذبيتها، عمليات تصفية في سندات الخزانة وتسبب ذلك في رفع العائد إلى أعلى مستوى له خلال 4 سنوات تقريبا. ويتعامل المستثمرون بمنطق "عصفور في اليد" فكلما ارتفع العائد، كلما كان ذو جاذبية أكبر. وعصفور العائد الوحيد خيرا من العصافير الخمسمائة الموجودة على شجرة إس آند بي. وأسهم إس آند بي 500 الآن تقف على بعد 6% مما قد يعتبر نزيف حاد من جراء الارتفاع لمستوى سعر 3,000.
وبينما نجد العائد المرتفع لسندات الخزانة -الذي عادة ما يرتبط بعلاقة طردية مع الدولار المرتفع- استطاع فسخ هذه العلاقة مع الدولار. ومن المرجح أن يكون هذا الانفصال نذير حدوث انهيار في هيكل السوق. وفي حال قرر المستثمرون أن يخرجوا من سوق الأسهم ويتجهوا لسوق سندات الخزانة، سيؤدي هذا إلى عملية تصفية لكافة الأصول التي تشتمل على مخاطر، ومن ضمنها: الدولار، (والبتكوين).
واستطاع السعر 92.75 أن يثبت نفسه، وذلك لأن الاختراق لأسفل في نموذج الرأس والكتفين للدولار الأمريكي (والذي نرى بأن خط الرقبة لديه ينزلق لأسفل) فشل في مساندة السعر يوم 13 أكتوبر. (الاختراق أو البريك أوت هو: كسر السعر لقاع نطاق التداول، والهبوط سريعا أثناء تكون ترند هابط جديد)
وبينما نجد أن النموذج استطاع تحقيق الهدف، نجد أن قاعدته عند نهايتها الأقصر من ارتفاعها كانت نسبتها 2.5% (النهاية الأقصر من الارتفاع هي النقطة التي ارتفعت عندها النقطة الدنيا لأكتوبر، ولهذا فهي أقرب لذروة نوفمبر منها إلى النقطة الدنيا لأكتوبر). ونجد بأن انخفاض يناير المقدر ب 26,88.44 تحقق عند نسبة تحرك 4.16%، وهو معد للسقوط لأبعد من هذا. وبشكل أساسي، نجد بأن أغلب المستثمرين اتخذوا مراكز قصيرة بالنسبة للدولار. ومن ناحية تقنية نجد بأن العملة أكملت النموذج الهابط عدة سنوات.
ويترافق أو يستلزم وجود نموذج العلم الاستمراري بجانب الاختراق لأسفل الحادث عند خط الرقبة المنزلق لأسفل. وارتفعت العملة بنسبة 1.7% مع تكون النموذج الاستمراري العلم، وهذا النموذج في 27 ديسمبر، و2 يناير بهذا الارتفاع أعطى فرصة للمستثمرين القدامى المنهكين للخروج. وسمح هذا النموذج بدخول مستثمرين جدد، ما زالت لديهم الطاقة للقدرة على المشاركة في الخطوة الجديدة لهبوط العملة، والتي حدثت تحديدا بين 10 يناير و15 يناير، وكان الانخفاض مقداره 2.45%.
وحدثت نفس الحركة بعد هبوط 10 و15 يناير، فتكون بعدها علم ثاني. فبعد انخفاض يناير تحرك السعر لأعلى بنسبة 2.45%، مما أدى لخروج المستثمرين محملين بأرباحهم، وتركوا أماكنهم لجيل جديد ليصل لمنطقة جديدة. وبوصول انخفاض يناير إلى 26,88.44، استطاع هؤلاء المستثمرين التقاعد ومرروا الشعلة للجيل الحالي، الذي يقوم بالتداول في ظل النموذج الاستمراري الراية، الذي لديه نفس ديناميكية الهبوط الخاصة بنموذج العلم الصاعد.
استراتيجيات التداول
الاستراتيجية المحافظة: ينتظر أصحابها اختراق لأسفل، ويتميز الاختراق هذا بتوغل يصل على الأقل لمستوى 88.50. والمزيد من الانخفاض سيؤدي إلى تكوين نقطة دنيا أقل، مما يعزز الترند الهابط وبالتالي تكون الإشارة أقوى، بينما يكون التعافي من هذا المستوى مفهوم، بسبب الدعم الذي سيقدمه. ولذلك ربما ينتظر المتداولون حركة عودة لاختبار صحة الراية. ويكون هذا الاختبار عبارة عن يوم كامل من الانخفاض، يكون سعرا الافتتاح والإغلاق(نستثني منه الأسعار فوق الافتتاح، وتحت الإغلاق) قادران على إزالة كافة الأرباح من اليوم السابق من وقت الافتتاح إلى وقت الإغلاق
الاستراتيجية المعتدلة: ينتظر أصحابها حدوث اختراق لأسفل، وحركة عودة تضمن لهم دخول أفضل بالقرب من المقاومة المفترضة من الراية. وتضمن حركة العودة نسبة مكافأة للخطر أعلى، ولكنهم لا ينتظرون اختبارا لصحة الراية.
الاستراتيجية العنيفة: سيقنع أصحاب هذه الاستراتيجية باختراق لأسفل فقط.