الذهب: هل يستعيد بريقه؟ تحليل مفصل

تم النشر 13/02/2018, 12:32
XAU/USD
-
DX
-
GC
-

بدأ الذهبالعام الجديد في ارتفاع، منهيا شهر يناير مع أرباح نسبتها 3%، وذلك بعدما بلغ ذروة ارتفاع 17 شهر في 25 يناير. وأغلق عند مستويات 1,370 دولار، وذلك بدافع من ضعف الدولار، الذي زاد من جاذبية الذهب.

ولكن منذ ذلك الوقت، تراجع المعدن الأصفر. وصدم جميع المستثمرين بتراجعه هذا، لأنهم توقعوا بأن الذهب سيستمر في الصعود ليختبر السعر الصحيح 1,400 دولار.

ولكن، ما يثير قلق الثيران في الحقيقة هو أن الأصل الآمن لم يتمتع بتدفق قوي في خضم التقلبات المتزايدة والاضطراب الذي يعم سوق الأسهم الأمريكي والعالمي. ونرى بأن العملة "الشقيقة" للذهب: الين، تمتعت بأرباح 1.4% في نفس فترة الاضطراب هذه. ولم يفشل الذهب فقط في التغذي على السوق المضطرب، ولكن السلعة هبطت في تناغم مع سوق الأسهم -وكان من عادة هذه السلعة الارتفاع عندما تزداد مخاطر السوق-. إذن ماذا يدفع هذا التصرف الغريب للذهب؟

Gold 240-Minute Chart

يمكننا أن نعزي سبب الاتجاه الهابط للذهب إلى عاملين، هما: عوائد السندات المرتفعة، واستعادة الدولار لقوة الصعود.

ارتفع عائد سندات أجل 10 سنوات المعيارية بنسبة 2.902% في الثاني عشر من فبراير، وهذا المستوى الأعلى منذ يناير 2014. ويعكس هذا الارتفاع توقعات المستثمرين بزيادة التضخم، وزيادة قوة الاقتصاد. ونجد بأن التضخم المتزايد عادة ما يدفع الذهب لأعلى، باعتباره تحوط ضد الأسعار المرتفعة. ولكن، ما يحاوط ارتفاع العوائد من عدم تأكد حول: بأي سرعة سترتفع العوائد، وإلى أي درجة سيرتفع التضخم؛ وهذه الأسباب تجعل مستثمري الذهب يتوقفون لوهلة.

دفعت مؤشرات ارتفاع التضخم المستثمرين إلى الاعتقاد أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع معدلات الفائدة بشكل أسرع وبمعدلات أكبر من المتوقعة سابقا. ويتهيأ السوق حاليا إلى احتمالية رفع الفيدرالي الفائدة 4 مرات خلال 2018، وذلك مقارنة بالتوقعات التي قالت بأن عدد مرات الرفع سيكون 3. وسيكون توقع رفع الفائدة أربع مرات أقوى، إذا خفف الكونجرس من قيود السلطة المالية التي يفرضها. بينما نجد المؤشر الدولار تجاوز مستوى 90، وذلك بعدما قضى أغلب شهر يناير يحوم حول 88. (مؤشر الدولار: هو ما يتعقب ويقيس قوة الدولار أمام سلة العملات الستة المنافسة للدولار).

وستسلب هذه العوامل بريق الذهب في أغلب الظن، وستزداد قوتها على مدار العام. إذ نرى توجها من الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية نحو فرض معدلات فائدة أعلى، والتخلي عن السياسات التيسيرية للمرة الأولى منذ الأزمة العالمية في 2008. ونحن الآن في اتجاه تطبيع فرض معدلات فائدة عالية.

ويتحسس الذهب للغابة من معدلات الفائدة. فكلما ارتفعت معدلات الفائدة، كلما قلت حيازة السبائك التي لا عائد لها؛ وفي الوقت عينه معدلات الفائدة المرتفعة تلك ترفع الدولار، لأن زيادة تكون بالدولار. وعادة ما يلقي الدولار القوي بثقله على الذهب متسببا في هبوطه. ويأتي فعل الدولار القوي هذا من أنه: كلما زادت قوته، كلما سلب المعدن جاذبيته كأصل بديل، كما يزيد من سعر السلع المقدرة بالدولار بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

وفكرة انهيار العلاقة العكسية بين الذهب والأسهم لا تبشر بخير للمعدن الثمين على المدى الطويل. فجرت العادة بأن المستثمرين يفروا للذهب من سوق الأسهم المتقلب.

Gold:SPX 1983-2016

المصدر: CNBC

ومن ناحية فنية، من المنظور للذهب أن يختبر دعم قرب مستوى 1,300 دولار. وفي حال اخترق الدولار مستوى 1,300، سنرى هبوطا ل 1,250 دولار. وإذا حدث اختراق أسفل هذا المستوى، سنرى المعدن الأصفر متجها إلى العلامة الرئيسية 1,200 دولار، والتي يتمتع بمقاومة قوية عندها.

Gold Weekly with Support and Resistance

يصور لنا الرسم البياني أعلاه أن أسعار الذهب محبوسة في نطاق ما بين 1200 دولار من الناحية المنخفضة، و1375 دولار من الناحية المرتفعة منذ فبراير 2017. ولن يتحرك السعر خارج هذا النطاق، إلى عندما يتم اختراق أحدهما بالكامل.

على الرغم من استمرار بعض المحللين في تزكية الذهب كعنصر رئيسي يلزم للحصول على محفظة استثمارية متنوعة. آخذين في الاعتبار ما ذكرته أعلاه، نجد بأنه من السهل معرفة أن الذهب فقد بريقه بين العديد من المستثمرين

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.