لا يمكنك أن تحارب اتجاه السوق أو أن تتحداه . ان الرهان على أن المتداول يعرف كل شي هو رهان خاسر لأن معنويات الأسواق قابلة لأن تتغير بسرعة .
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 10% تقريباً خلال عام 2017 , عاد ليعوض خسائره هذا العام ويرتفع من 88.75 نقطية الى مستويات قريبة من 92 نقطة تقريباً هذا اليوم وهي أعلى مستوياته منذ بداية العام الجاري. لايمكن القول بأن هذه المكاسب قد غيرت من نظرة الأسواق الى أداء العملة الأمريكية ولكن بالتأكيد قد تضطر الكثير من المتداولين الى اعادة التموضع. مازلنا مقتنعين بأن اليورو والجنيه الاسترليني يمتلكان مزيداً من الزخم للارتفاع الى مستويات أعلى مقابل الدولار الأمريكي ولكن كما قلنا سابقاً بأن هذا التغيير السريع بقوة الدولار الأمريكي سيدفعنا الى التفكير ببناء مستويات طويلة الأجل من نقاط دخول أفضل .
الاقتصاد الأمريكي حالياً بأفضل حالاته خلال العشر سنوات الأخيرة والمشكلة أن التداول ومستويات الأسهم الأمريكية لاتأخذ بعين الاعتبار الكثير من المعايير الاقتصادية الحقيقية في كثير من الأحوال ولكن لنكن منطقيين , لايمكنك معاندة السوق . أثبت دونالد ترامب أنه قادر على تنفيذ الكثير من الملفات وبالتالي كانت قراءة الأسواق لقدرته على تحقيق القرار غير دقيقة , وهذا بالتأكيد غيّر من مسار أداء الدولار الأمريكي . لنتابع التطورات السياسية الأمريكية والانتخابات الفصلية القادمة .
ان تراجع اليورو سيعطي مزيداً من القوة لمؤشر داكس الألماني وعلى الرغم من قناعتنا أن الاقتصاد الألماني يمر بمرحلة ممتازة حالياً كالتصنيع وفائض الميزان التجاري والاستقرار السياسي , الا أن شراء الداكس يجب أن يكون بالتوازي مع أداء اليورو , وبالتالي تراجع اليورو حالياً جيد للداكس ولكنه غالباً لن يستمر . هذا قط ينطبق بشكل أو آخر على الأسهم الأمريكية وخاصةً الشركات التصنيعية والتي تعتمد على الصادرات . لا ننسى أن مؤشر الداكس حالياً عند مستويات 12600 نقطة , لدينا 12350 كنقطة دعم مهمة قبل أن نصل الى 12148 نقطة . في حال استمر تراجع اليورو خلال الفترة الحالية قد نعود لنرى مستويات 12870 نقطة قبل أن نصل مجدداً الى 13000 نقطة ولو أننا تعتقد بأن نطاق التداولات قد يكون ضيقاً. معنويات الأسواق تتغير بسرعة وعلى المتداولين جميعاً التكيف مع هذه التغيير .