كان الأسبوع الفائت صاخباً للدولار الأمريكي . بالفعل ,عاد مؤشر الدولار الأمريكي الى مستوياته التي كان عندها في بداية العام الجاري ليعوض خسائره كاملةً , الآن السؤال الذي يطرح نفسه , هل هذه فرصة جديدة أم أن الاتجاه العام للسوق بقي ثابتاً ؟ والحقيقة أن الاجابة عن هذا السؤال ليس صعباً اذا حددنا تماماً العملة التي سنختارها للتداول مثلاً .
سأوضح نقطة مهمة , كان تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي مقبولاً جداً ضمن ديناميكيات السوق وحديث دراغي حتى أنه ارتفع من مستويات 1.2060$ الى مستويات 1.2131$ , بينما كان الارتفاع القوي لليورو مقابل الباوند ووصوله الى 0.8800 يورو هو الأعلى منذ شهر ونصف .
لا أحد يتسرع بالحكم على الأسواق ولا يجب علينا أن نكون عاطفيين , الثقة بالعملة الأوربية الموحدة ماتزال موجودة حتى لو حسّن الدولار الأمريكي من مستوياته في الأيام القادمة وهذا ما قصدته بفرصة جديدة .
هذا الأسبوع , سيكون حاسماً جداً لجهة استمرار أو عدم استمرار قوة الدولار الأمريكي التي رأينها خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع الفائت ’ أرقام الوظائف الأمريكية للقطاع غير الزراعي يوم الجمعة القادم هي بالتأكيد الأهم . المهم وقبل وصولنا للجمعة القادمة ,من الواضح أن الرابح الأكبر كانت عقود شراء الدولار الأمريكي ارتفعت 211 ألف عقد بينما كانت في الأسبوع ماقبل الفائت في حالة البيع. شراء اليورو بقي جيداً 130 ألف متراجعاً من 150 ألف عقد ولكن الين كان ملفتاً فبعد الشراء 2.6 الف عقد تراجع الى 0.6 ألف عقد حسب الأرقام الصادرة من اللجنة الأمريكية لتداول العقود الآجلة والسلع .هذا معناه أن الأسواق قد تتوقع مزيداً من البيع للعملة اليابانية مع الانفراج السياسي بين الكوريتين وقوة العملة الأمريكية وليس السبب متعلقاً ببنك اليابان او سياسته النقدية . لنكن منطقيين , اللغط السياسي والتجاري الأمريكي مازال موجوداً ولكن الأرقام الاقتصادية الأمريكية أثبتت فعلاً قوتها , لانقول بتغيير جذري لمؤشر الدولار الأمريكي حالياً , ولكننا نقول لنكن براجماتيين ونحاول الاستفادة من ارتفاعه الحالي .
الدولار ين حالياً عند مستويات 109.10 ين ويبدو أن 109.76 ين لن تكون صعبةً في هكذا ظرف . الين يمكن الاستفادة من تراجعه أيضاً مقابل عدة عملات كالدولار الكندي مثلاً هو حالياً عند مستويات 84.99 ين . لا أعتقد حقيقةً ان المعايير الفنية قد تجدي كثيراً حالياً معتمدين على عودة شهية المخاطرة للأسواق والايجابية في آسيا حالياً ,وبقاء أسعار النفط مرتفعةً محتفظةً بمعظم مكاسبها.