من المهم المقارنة أحياناً بين مختلف العملات ومؤشرات الأسهم , تعطينا في كثير من الأحيان صورةً دقيقة عن تقلبات الأسواق وكيف يمكن لنا أن نبني صفقات قد تكون ممتازة , مستفيدين من هذا التناقض في بعض الأحيان أو العلاقة الايجابية في أحيان أخرى. في مقالنا بتاريخ 27 نيسان 2018(قبل شهر تقريباً) وضّحنا بأن تراجع اليورو سيكون لصالح مؤشر الداكس وفعلاً وصل الداكس الى 13130 نقطة حالياً مرتفعاً من 12600 حين ذاك , كما أن استمرار شهية المخاطرة وقوة الدولار الأمريكي وارتفاع النفط أعطى زخماً للكندي / ين وقلنا بتاريخ 30 نيسان/2018 بأن الدولار الكندي سيرتفع مقابل الين مستفيداً من هذا العامل ومن تراجع الين (كان وقتها عند 84.99 ين ويتداول حالياً عند 85.94 ين ). قلنا سابقاً بأنه لاأحد يمتلك المعرفة المطلقة بتقلبات الأسواق العالمية ,وقد تنجح بعض الصفقات وبعضها قد يتأخر ولا يصيب الهدف, بالمجمل ما يهمنا هو التركيز على عوامل حقيقية أكثر من عوامل تقنية مؤقتة , الاتجاه العام للسوق, الزخم ( بيع أو شراء) وتحديد اطار زمني غاية في الأهمية ( لاتنطبق أرقام المؤشر اليومي على الشهري مثلاً ). حقق مؤشر فوتسي البريطاني مكاسب ممتازة في الشهرين الأخيرين مرتفعاً من 6862 نقطة ( 23 آذار / 2018 ) ووصل الى 7900 نقطة يوم أمس , في الوقت الذي تراجع فيه الباوند / دولار أمريكي بنفس الفترة تماماً من 1.4170$ ووصل الى مستويات 1.3425$ يوم أمس . هذه الأرقام قد لا تكون بنفس التناغم بين مؤشرات وأخرى فمؤشر الداو جونز مثلاً لم يتراجع بنفس الزخم خلال نفس الفترة بينما حقق الدولار الأمريكي مكاسب قوية تفوق 4% . الدوا جونز كان عند مستويات 24100 نقطة ( 23 آذار / 2018 ) والآن يتداول عند مستويات 24815 نقطة , اذاً كيف يمكن الاستفادة من هكذا سيناريو ؟
في بيئة التداول الحالية , تبدو الأسواق هادئة ولاتعاني من ذعر أو من مخاوف قوية وبالتالي لا نشاهد عمليات بيع قوية لمؤشرات الأسهم كما أن الين الياباني بقي محافظاً على مستوياته الحالية دون شراء قوي ( الجميع يعرف أن الين هو معيار ارتفاع أو تراجع مؤشر المخاطر في الأسواق العالمية ). دون التركيز على الجزئيات , هذا السيناريو غير ايجابي للذهب ( خاصة للمضاربين والمتداولين بشكل يومي ) وصل حالياً الى 1289$ للأونصة ولن يكون بعيداً عن الوصول الى مستويات أدنى . واذا كنت عزيزي المتداول تراهن على اليورو ( وأنا لدي ثقة بهذه العملة) فمن الأفضل ألا يكون رهانك باطار زمني قصير, بل الأفضل أن تستعمل مؤشرات زمنية شهرية , اسبوعية وليس فقط يومية أو ساعية.البعد السياسي لتراجع اليورو مازال قائماً الى أن تنتهي قصة الحكومة الايطالية ولكننا نعتقد بأن الأوربيين لديهم خبرة سياسية وعراقة ديبلوماسية في التعامل مع هكذا قضايا مؤقتة . ليس فقط اليورو/ دولا أمريكي بل أيضاً اليورو/ باوند يبدو بديلاً مقبولاً.