تهيمن الأزمة الاقتصادية الإيطالية على أسواق المال اليوم. اندلعت الأزمة يوم الأحد الماضي عندما رفض الرئيس سيرجيو ماتاريلا تعيين باولو سافونا في منصب وزير الاقتصاد، وسافونا هو اقتصادي مشكك في مزايا اعتبار إيطاليا دولة اتحاد أوروبي. تعمق تطورات تلك الأزمة حالة الانقسام في إيطاليا ما بين المؤيدين للبقاء في الاتحاد، والشعوبيين. ويعني هذا أيضا أن إيطاليا، أقوى ثالث اقتصاد في أوروبا، ما تزال عاجزة عن تشكيل حكومة ائتلافية، وهذا الوضع قائم منذ 4 مارس، ونجم عنه برلمان معلق.
ألقى ذلك المأزق السياسي بظلاله على اليورو، وربما يتطلب انتخابات جديدة. يعزى هذا الانخفاض في اليورو إلى أن أي تغير في مركز إيطاليا السياسي ربما يهدد بقاء الدولة ضمن الاتحاد الأوروبي، خاصة لو استطاع الشعوبيين حيازة شعبية أكبر. مخاوف متداولو الفوركس مبررة، لأن: يتذكر العديد ما حدث في ديسمبر الماضي من تصويت الأغلبية بلا على التعديلات التي رغب ماتيو رينزي في إدخالها على البناء الحكومي المعقد للبلد، لأنه كان مؤيد للبقاء في الاتحاد، وجاء التصويت لصالح رفض التعديلات بنسبة 3:1.
هل تسير أوروبا على نفس طريق عدم اليقين الذي اختبرته سابقا بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي؟ فعلى الرغم من عدم وجود تصويت كهذا في الوقت الحالي، كما تتجاهل الأسواق الأزمات الجيوسياسية، ولا يمكن بحال إنكار أن أوروبا تمر بمرحلة تحولية، بنمو الأحزاب اليمنية المتطرفة، وظهور صوتها بقوة، وهذا ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
من جانب تقني، العملة الموحدة على أعتاب انعكاس للاتجاه من الأعلى للأسفل. فاخترقت لتوها الاتجاه الصاعد منذ يناير 2017، وسجلت نقطة دنيا أقل من سابقتها، والتي وقعت في 7 نوفمبر، وكانت عند 1.1579.
كما مر المتوسط المتحرك لـ 50 يوم الأخضر، أسفل المتوسط المتحرك لـ 100 يوم الأزرق في 14 مايو. ومنذ ذلك الحين، يستمر المتوسط المتحرك لـ 50 يوم في السقوط متجها إلى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم الأحمر. فلو تمكن من اختراق الحاجز الخاص به في الاتجاه الهابط، حينها يتكون صليب موت، في إطار تشكيلة منخفضة من المتوسطات المتحركة، وفي ذلك يصبح الإطار الزمني الأقصر أضعف من الإطار الزمني الأطول، مما يظهر ازدياد سوء الأسعار.
للتوضيح: ما زال الاتجاه حتى الآن صاعدا، فتحتاج العملة إلى ذروتين هابطتين متتاليتين، و2 من النقاط الدنيا، قبل الدخول في اتجاه هابط. وحتى الآن، لم يسجل اليورو سوى النقاط المنخفضة. ولحدوث تصحيح لثلث الحركة السابقة على الأقل، يلزم ذروة جديدة، أقل من ذروة 17 أبريل عند مستوى 1.2400.
استراتيجيات التداول - مراكز قصيرة:
الاستراتيجية المحافظة: ينتظرون ذروة ثانية منخفضة، لتأسيس الاتجاه الهابط.
الاستراتيجية المعتدلة: يدخلون مراكز قصير على إثر اختراق 2% وصولا لسعر 1.1346، لتجنب فخ دببة. وربما يجدر الانتظار لحين حدوث انسحاب، للدخول من موقع أفضل.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون مراكز قصيرة بعد حدوث اختراق 1% لخط الاتجاه الصاعد وصولا إلى 1.1450. وربما ينتظرون أيضا انسحاب على إثر مقاومة خط الاتجاه الصاعد المكسور.