علمتنا التداولات في الأسواق العالمية خلال السنوات القليلة الأخيرة أن مستويات السيولة والتقلبات تكون ضعيفة الى حد ما خلال أشهر الصيف على مستوى العالم ,هل هي قاعدة عامة؟حقيقة هي ليست كذلك لأن الأسواق قد تستجيب أحياناً للكثير من المعطيات السياسية والاقتصادية وبالتالي قد نتفاجأ كما حدث في الأعوام السابقة , بشكل عام تبدو التداولات عرضية حالياً بهامش ارتفاع وتراجع متواضع, هذا قد يستمر لبعض الوقت . لاتبدو الأسواق سهلةً في هكذا سيناريو وتحتاج للمزيد من الصبر والقدرة على بناء مراكز( بيع أو شراء) منطقية ولكن السؤال هل تغيرت التوجهات العامة للأسواق على الأقل حالياً ؟
والجواب بأن لا يبدو من تغيير حقيقي حالياً , بمعنى أن تصريحات ترامب خلال الأسبوع الفائت بخصوص عدم رغبته بقوة الدولار لن تغير حالياً من مسار مؤشر الدولار الأمريكي القوي الذي وصل لأعلى مستوياته في عام . ان استمرارية تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بحاجة الى أكثر من تصريحات سياسية , بحاجة الى بيانات أمريكية ضعيفة للتضخم وانفاق المستهلكين والمنازل ’ وبحاجة الى تغيير جذري في نظرة الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة مستقبلاً , وكذلك بحاجة الى أن تظهر عوائد السندات الأمريكية تراجعاً قاسياً يكون مرتبطاً بعودة شبح المخاطر , وهذه السيناريوهات لن تحدث حالياً , لذلك نعتقد بأن الدولار الأمريكي لم تنتهي مكاسبه بعد.
كنا ذكرنا سابقاً أن الثقة بالعملة الأوربية تبقى موجودة ,اليورو/دولارحالياً عند 1.1674$ واذا أخذنا بعين الاعتبار ضعف التداولات الحالية وعدم التغيير في مسار البيانات الأوربية حالياً وسياسة المركزي الأوربي , يمكن القول أن هامش التدولات سيبقى ضعيفاً , وكأن الأسواق استقرت على قناعة بين 1.15$ و 1.18$ حالياً . نعتقد بأن دورة السياسة النقدية الأوربية Cycle برفع الفائدة وتخفيف شراء الأصول الى حد الانتهاء منها مع نهاية العام ستعطي ايجابية لليورو على حساب العديد من العملات الرئيسية ومنها الدولار الأمريكي والباوند, فنياً يبقى زوج اليورو تحت الضغط حالياً .مالفت نظرنا في اليومين الأخيرين هو حساسية زوج الدولار/الين لما يجري باستجابة سريعة قوية وتصحيح أكثر من بقية العملات . فقد خسر مستويات 112.60 يوم الجمعة ليصل الى 110.72 يوم أمس (200 نقطة تقريباً) وهو حالياً عند 111.44 بتقلبات أقوى من اليورو مثلاً. الحساسية العالية لما يجري في آسيا , وترجع اليوان المستمر الذي قد يصل الى حد الذعر لاحقاً قد لايمكن الدولار الأمريكي من تحقيق اختراق قوي مقابل الين خاصة اذا أخذنا بعين الاعتبار أن بنك اليابان قد يبدأ بشراء سندات الحكومة اليابانية وبالتالي قد يعود الين للارتفاع مجدداً اذا غيّر بنك اليابان بدورة السياسة النقدية . لا ننسى أن هذا الزوج ارتع بقوة من 104.70 فقط منذ شهر آذار الفائت ( أربع أشهر فقط) متماشياً مع قوة الدولار الأمريكي .