انخفضت الليرة التركية لأدنى مستوياتها، بسبب تثبيت البنك المركزي لمعدلات الفائدة، الأمر الذي دفع المستثمرون نحو التشكيك في استقلاليته.
تزداد سرعة سير التضخم في البلاد، لتصل إلى 15.5% لهذا العام الشهر الماضي. أدت تلك السرعة لتوقع المحللين أن البنك المركزي سيرفع معدل الفائدة رغم ضغوطات الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي عارض أي مساس بمعدل الفائدة.
قام البنك برفع معدل الفائدة في 7 يونيو، ومنذ ذلك الحين انخفضت الليرة حوالي 6% ليزداد التضخم بذلك. وما حدث في يونيو كان رفعًا لمعدل الفائدة للمرة الثالثة منذ أبريل، في محاولة للتأثير على التضخم المرتفع، والعملة الهابطة.
يخشى المستثمرون الآن من أن أزمة العملة، والمؤشرات التقنية تؤكد الاتجاه.
كسر الدولار الجزء الأعلى من العلم الهابط أمام الليرة. ويعد هذا الاختراق الثاني لأحد النماذج المنتعشة، الأول كان اختراق 9 يوليو للمثلث متساوي الأضلاع.
يزودنا المثلث متساوي الأضلاع بتمثيل للمعركة المتكافئة القوة بين الدببة (مضاربي الهبوط) والثيران (مضاربي الصعود). ويمثل الاختراق لأعلى أن السوق امتص كافة المعروض خلال حدود النموذج، والمشترون يرغبون في رفع الأسعار بحثًا عن بائعين.
ومن المحتمل أن يسحب هذا سلسلة من ردود الأفعال، والتي تتضمن: ضغطًا، يدفع الدببة إلى زيادة جانب الطلب من المعادلة، والعودة لعقودهم المديونة؛ وتسحب أيضًا دخول المزيد من المراكز الطويلة المحددة فوق النموذج، والتي وضعها المتداولون في حالة حدث اختراق لأعلى، وأخيرًا تشجع الثيران وتثبط الدببة، للتحول إلى دورة ترتفع فيها الأسعار
وفي أثناء جني الثيران الأرباح، يدفع المعروض المتاح الأسعار للأسفل بشكل لحظي، وتتشكل حركة عودة، والتي يعتبرها المتداولون عودة للنموذج، ليروا بأنفسهم تماسك قوة النموذج.
وحركة العودة إذا كانت مقيدة النطاق يتكون عنها علم. فيما يبدو أنه معارض للبديهي، فالعلم المنزلق في مواجهة الاتجاه يثبت احتمالية وجود صعود بعده، وبينما يجني أصحاب التداولات قصيرة المدى الأرباح يدخل القادمون الجدد للسوق، ويرفعوا الاتجاه مرة أخرى. ويشابه الأمر المثلث متساوي الأضلاع، فاختراق العلم لأعلى يوضح أن السوق امتص العرض، والمشترون يرفعون الأسعار بحثًا عن بائعين.
ويؤكد النموذج الثاني المنتعش أن الثيران متحكمون في السوق. ويدعم هذا أساسيات التضخم المرتفع والتأثير السياسي المتزايد على حساب قرارات السياسة النقدية.
استراتيجيات التداول
الاستراتيجية المحافظة: ربما ينتظرون وصول زوج الدولار أمريكي/ليرة تركية لأعلى مستوى قياسي لتأكيد استمرار ضعف الليرة، ومن ثم توجد حركة عودة للعلم، لتأكيد دعمه، وذلك بتكون شمعة خضراء طويلة تبتلع الشمعة الحمراء السابقة، أو شمعة من أي لون.
الاستراتيجية المعتدلة: ينتظرون وصول الزوج لأعلى مستوى قياسي، لتأكيد استمرار الاتجاه الصاعد. وربما لا ينتظرون حركة عودة، وإذا انتظروها ستكون للدخول من موقع أفضل، وليس كضمان على قوة النموذج.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون مراكزهم الطويلة الآن، إذا قبلوا مخاطرة حدوث حركة عودة للعلم، وعليهم وضع حد لوقف الخسارة وفق ما تدلهم عليه خطة إدارة الأصول.