خلال تقريرنا الأخير عن أزمة الليرة التركيا المنشور تحت عنوان ( أحداث حول الأوضاع الإقتصادية التركية :- هل هي عقوبات أم أزمة سوء إدارة ؟! ) فى 6 أغسطس 2018 ، كنا قد رصدنا أهم الأحداث التي من شأنها أن تزيد من عمق الأزمة الإقتصادية التركية .
الواضح أن الأزمة إشتدت و إزدادت سوء و إتسع أثرها ، حيث إنخفضت الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي ما يقارب من 22 % من قيمتها مجددا فى أخر يوم تداول فقط ، حيث سقطت الليرة التركية خلال يوم الجمعة 10 أغسطس من 5.53 ليرة / دولار أمريكي ، إلى أن حققت أعلى سعر عند 6.79 ليرة / دولار .
أمتدت الخسائر إلى أوروبا حيث سقط اليورو ليتم تداوله على أدنى سعر فى عام ، من جراء تصريح البنك المركزى الأوروبي تجاه أزمة الليرة التركية.
تصريحات رئيس تركيا أردوغان
- أسلفنا فى المقال السابق ان رئيس تركيا ، يري ان الأزمة الإقتصادية التي تمر بها تركيا هي مؤامرة خارجية ، كذلك يرفض ان يكون البنك المركزي مستقلا فى عمله عن رئيس الدولة ، و يرفض أيضا رفع سعر الفائدة لدعم الليرة التركية ، و مازال يرفض الإعتراف بأخطاء الإدارة الإقتصادية و أن على تركيا أن تضع خطط لإعادة ضبط الإقتصاد التركي على الطريق الصحيح .
جاءت تصريحاته حول الليرة التركية سلبية للغاية ، حيث أنه قرر أن يسلك طريقا غير صحيح فى دعم الليرة التركية ، حيث كان تصريحه هو
" إننا نخوض معركة وطنية ، أنهم أعلنوا ضدنا حربا إقتصادية و مالية ، وأنتم قادرون على الرد عليهم فى تلك المعركة ، إن لم تردوا عليهم اليوم ، فمتى ستردون ؟! ، فلذلك علينا أن نرد عليهم بدعم الليرة الوطنية ، ومن هذا المنطلق فإنني أدعوكم لصرف العملات الأجنبية التي لديكم و الذهب الذي لديكم أن تصرفوه و تحوله إلى الليرة التركية ، و بهذا الشكل سنتصدى للحرب الإقتصادية ، فهل أنتم مستعدون للرد عليهم فى هذه المعركة ؟! "
تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب
- أسلفنا فى التقرير السابق أن تركيا تدخل فى أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، فيما يخص رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي يخضع للإقامة الجبرية في منزله بتركيا حاليا.
جاء تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بتشديد العقوبات ضد تركيا ، كضربة قاصمة تراجعت على إثرها الليرة التركية ما يقدر ب 22 % من قيمتها فى يوم واحد ، بعدما قرر ترامب من مضاعفة الرسوم الجمركية على منتجات الصلب و الألومنيوم التركي بشكل إنتقامي ، حيث ستكون الرسوم 20 % على صادرات الألومنيوم التركي ، و 50 % على صادرات تركيا من الصلب الى السوق الأمريكي.
إلى جانب العمل على تقييد فرص تقديم القروض الأجنبية لأنقرة .
تصريحات البنك المركزي الأوروبي
أعلن البنك المركزي الأوروبي عن قلقه المتزايد تجاه أزمة إنهيار سعر صرف الليرة التركية ، حيث أن أغلب الديون الخارجية التركية الخاصة أو العامة ، هي أموال بنوك إسبانية و فرنسية و ألمانية و إيطالية وهى كالتالي
- أقرضت بنوك أسبانيا تركيا 80 مليار دولار
- أقرضت البنوك الفرنسية تركيا 35 مليار دولار
- و أقرضت البنوك الألمانية تركيا 13 مليار دولار
- و أقرضت البنوك الإيطالية تركيا 18 مليار دولار
تكمن المشكلة انه كلما تراجع سعر صرف الليرة التركية ، ضعفت قدرة الشركات التركية على الوفاء بديونها الخارجية ، وهو الامر الذي يهدد بسلسلة من إفلاسات لا تعرف نهاية ، و خاصة أن كل المقرضين لتركيا لم يكونوا متحوطين ضد إنخفاض قيمة العملة التركية ، ومن هنا يأتي القلق الأوروبي فى أن تتحول الأزمة التركية إلى مشكلة كبيرة لأوروبا .
بعد تصريح المركزي الأوروبي بدأ اليورو فى تحمل تلك التبيعات و حقق إنخفاضا كبيرا ، لا سيما أن دولا أوروبية مثل إيطاليا و إسبانيا لازالتا تعاني من أزمات مالية .