"في الأسواق المالية الخوف أكثر عدوى من الحماس"
ناسين نيكولاس
على مر التاريخ ، حاولت الحكومة الأميركية جاهدة ألا تقع في ركود مهما كلف الأمر لأنه ما أن يقع من الصعب جداً هذا إذا لم يكن ضرب من المستحيل معالجته ، وهذا ما وجدناه عندما تحول ركود عام 1929 إلى كساد كبير استمر ما يقرب عشر سنوات ، و الركود عام 2007 الذي تعالج الحكومة الأميركية تداعياته إلى يومنا هذا.
كل هذا التخوف الحكومي من الركود هو نتيجة لتخوف الشعب من ماضي قد يعيد نفسه ، من ماضي كان مليئاَ بالفقر ، البطالة ، سوء التغذية ومئات إن لم يكن الآلاف من حالات الإفلاس والانتحار.
في هذه الحالة يرتفع الذهب إلى أوجه في البداية ، ثم ينخفض انخفاضاً حاداً في قلب الركود وذلك لأن العالم بأسره يميل لبيع الذهب سواء لينفق إن كان عاملاً فأصبح عاطلاً أو إن كان مستثمراً يريد تعديل وضعه الاستثماري.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
مع استمرار فرض ترامب لضرائب جمركية مرتفعة على المستوردات من الصين ، بنما ، كندا و البرازيل فإن مخاوف نشوب حرب اقتصادية دولية تودي إلى ركود تشتعل ، وهذا ما يسبب في البداية صعود الذهب نحو قمة جديدة وهذا لأن الخوف من أن يعود الركود وارد لدى فئة كبيرة من المشاركين في السوق وهذا تجلى أيضاً بتراجع حاد في قطاع العملات الرقمية ، الأسهم الأميركية وبعض المؤشرات.
التحليل الاقتصادي
مع تقليل ترامب للإنفاق الحكومي ، ورفع العائد وفرض الضرائب انخفضت معدلات البطالة نحو 4% ، وتحسن الناتج الاقتصادي نحو 2.94 بمعدل نصف نقطة تقريباً وهذا ما يؤكد أن خطوة ترامب على المدى البعيد جيدة لكن مؤلمة على المدى القريب.
الخلاصة
على الرغم من أن فئة كبيرة على اعتقاد أن ما يقوم به ترامب قد يودي إلى ركود إلا أنني أرى العكس تماماً إني أراه أنه يكرر ما قام به بولايته السابقة ولكن على مستوى أكبر كيف؟
ما يقوم به ترامب ببساطة هو تقليل كل النفقات الحكومية التي لا جدوى منها بنظرة رأسمالي ورجل أعمال ، ورفع العائد الحكومي ، وقد يكون لهذه الحركة على المدى البعيد انتعاش كبير في الاقتصاد الأميركي ، ولكن على المدى القريب ونتيجة لجهل الأغلب بهذا الأسلوب ينعكس التخوف الذي يؤول إلى انخفاض الأسعار وارتفاع سلع التحوط.
بشكل أبسط يمكن القول أن ما يقوم به هو معالجة مريض بدواء شديد المرارة مؤلم جداً للمرة الأولى لكن علاجه أصبح أمراً حتمياً.
ما هي الخطوة التالية المتوقعة
أي دولة تميل إلى تخفيض نفقاتها وفرض ضرائب على المستوردات تقوم بتقليل قوة سعر صرف عملتها من أجل تحسين التصدير وهذا ما أتوقعه من ترامب في الفترة القادمة وهذا ما يحمل إيجابية للذهب على المدى القريب لكن ليس على المدى البعيد لماذا؟ لأن هذا الموضوع ينعكس من خلال سؤال بسيط جداً هل ستبقي على ما لديك من ذهب بحال وجدت أن الاقتصاد ينتعش وهناك فرصة بعائد أكبر بذات الأمان الموجود في الذهب ؟ أكيد لا ، لذلك ما أن يبدأ الاقتصاد بالتحسن وخصوصاً بمطلع الشهر الرابع سنرى نهاية حتمية لا شك فيها لرالي الذهب.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. سابقاً وبمقال بعنوان ترامب يبدأ رالي جديد ، نوهت أن صعود الذهب إلى مستوى 2900 – 2950 وارد وهذا ما نجده حالياً في وقت كتابة المقال.
2. مازال الزخم على الذهب بذات الوتيرة التي كان عليها عندما كان الذهب عند مستوى 2750 وهذا ما يجعلني أحمل المزيد من الصعود.
3. الذهب ضمن الموجة الخامشة من أمواج إليوت.
4. الذهب يحقق نموذج راية تحوي فوليوم تستهدف ما لا يقل عن 3000.
الخلاصة:
تنويه: الذهب لا يعامل كمستويات سعرية محددة في التحليل وإنما يعامل كنطاقات وهذا نظراً لتذبذبه العالي.
من المتوقع أن يستمر الصعود إلى مستوى 3000 – 3100 ولكن بشرط أنن يغلق أعلى 2980 إغلاق لشمعتين متتاليتين تحوي زخم عالي ، وبعد استهداف مستوى 3000 – 3100 سنرى بداية تصحيح عنيف لن نصرح عنه حتى نتأكد منه.
تنويه 2 : سنخبركم على منصة X بحال تحقق الشرط أم لا ـ أبقى معنا
تنويه 3: مستوى 3100 – 3000 هو آخر المحطات المتوقعة للذهب
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ إن ارتفاع الذهب هو ناتج عن مخاوف من اشتعال حرب تجارية ولكن هذه المخاوف لن تستمر وبالتالي لن يستمر الصعود لذا لا بد منك أن تدرك أن الرالي في مراحله الأخيرة ، ومع هذا لا يعني نهاية رحلتك الاستثمارية وإنما بداية لأجمل فترة تداول واستثمار قد يشهدها التاريخ منذ سنوات ، لذا استغلها جيداً.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah