بدء الدولار الأمريكي تداولات الإسبوع الجديد دون تغيير كبير أمام العملات الرئيسية , ليظل زوج اليورو أمام الدولار بالقرب من 1.1750 و يبقى الإسترليني أمام الدولار عند 1.3075 , بعدما لحق بهذين الزوجين ضغوط قبل نهاية الإسبوع الماضي نتيجة تزايُد المخاوف من عدم إتفاق بريطانيا مع الإتحاد الأوروبي بشأن إنفصال مُرضي للطرفين.
فقد هبط الإسترليني ل 1.3054 قبل أن يستقر بالقرب من 1.3070 بعدما صرحت رئيسة الوزراء البريطانية بأن المباحثات التي تخوضها بلادها مع الاتحاد الأوروبي قد وصلت إلى طريق مسدود , بعدما رفض الإتحاد خطتها التي تفادي بها قيام حدود فعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا بعد خروج المملكة المتحدة من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي.
الإتحاد لم يُقدم بديل لخطة ماي التي قالت أننا نحتاج حالياً لسماع الاتحاد الأوروبي لمعرفة حقيقية الأمر و ما هو البديل الأوروبي المُقترح من جانبهم للمُناقشة , بعد هذا الرفض الأوروبي الذي وصفته الصحف البريطانية بالمُذل , كما قالت ماي أنه لا يُمكن لأي رئيس وزراء بريطاني القبول بتفتيش على هذة الحدود قد يؤثر سلباً على التجارة و يقوض اتفاق 1998 للسلام الذي تلاشت معه الحدود بين إيرلندا الشمالية وسائر المملكة المتحدة.
ماي صرحت أيضاً يوم الجمعة بأن بريطانيا ستُعد خطة بديلة من جانبها حول مسألة الحدود الإيرلندية الشائكة تحفظ كرامة المملكة المتحدة , بينما تُهيء نفسها لإحتمال عدم التوصل لإتفاق مع الإتحاد فالوصول لعدم إتفاق أفضل من الوصول لإتفاق سيء كما قالت.
ذلك و قد رفض أيضاً قادة الإتحاد خلال قمة في سالزبورغ مقترحات ماي بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية مع الاتحاد الأوروبي على أساس التبادل الحر للبضائع فقط التي تنُص على الإبقاء على علاقة تجارية قوية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد الانفصال المقرر في 29 مارس 2019، بإقامة منطقة تبادل حر للمنتجات الصناعية والزراعية لكن مع إنهاء حرية تنقل المواطنين الأوروبيين و رقابة محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي عليها.
قادة الإتحاد الذين رفضوا هذا المُقترح إشترطوا عقد قمة خاصة بهذا الشأن منتصف نوفمبر القادم للتوصل لإتفاق نهائي حال حدوث تقدم فعلي خلال اجتماع الثامن عشر و التاسع عشر من أكتوبر القادم الذي كان مُقرر له في الماضي إنهاء الأمر بالكامل بالإعلان عن الإتفاق بشأن إنفصال بريطانيا عن الإتحاد , بينما جاء عن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك خلال عطلة نهاية الإسبوع أن التوصل لإتفاق لايزال مُمكن.
الإسترليني تأثر سلباً بطبيعة الحال بعد هذا الخلاف الذي قد يغير المشهد السياسي في بريطانيا و يُعرض ماي لترك منصبها لمُنافسيين أبرزهم بوريس حونسون من داخل حزبها المُنتظر أن يُعقد له مُلتقى قريباً سيُبرز خلاله كل هذة المواضيع و تعليقات القادة داخل الحزب عليها.
كما شهد اليورو أيضاً تراجع أمام الدولار بعد فشل مفاوضات سلازبورج التي أحبطت الأسواق الأوروبية بعد تراجع قلق الأسواق بهذا الشأن مؤخراً نتيجة تداول أخبار في الإسبوع الأول من هذا الشهر تُشير لتساهل من الجانب الألماني من أجل التوصل لإتفاق بشأن هذا الإنفصال دون إضطرابات مالية تهز ثقة المُستثمرين , الأمر الذي جعل بارنير كبير المفاوضيين الأوروبين بشأن إنفصال بريطانيا للقول بأن التوصل لإتفاق قد يحدُث خلال 8 أسابيع من الأن.
بينما يُنتظر أن يكون الحدث الأبرز هذا الإسبوع إجتماع أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية في الولايات المُتحدة بعد تصريحات رئيس الفدرالي جيروم باول بعد الإجتماع الماضي لأعضاء اللجنة التي أشارت بوضوح لرفع قريب لسعر الفائدة ب 0.25% أخرى في سبتمبر مع تمسُك بمواصلة رفع سعر الفائدة بوتيرة تدريجية أكد عليها باول أيضاً الشهر الماضي في مُلتقى جاكسون.
بينما لاتزال بعض الشكوك بشأن قيام الفدرالي برفع أخر بعد سبتمبر و قبل نهاية هذا العام ب 0.25% بعد إنتقاد ترامب لوتيرة رفع سعر الفائدة التي يرها تُعرقل تحفيز الإقتصاد المالي الذي قام به من خلال الإصلاح ضريبي بدء العمل به بداية هذا العام.