إنتعش النفط الخام هذا العام حيث بدأ تأثير تخفيضات الإنتاج في منظمة أوبك ليعوض أكثر من نصف تراجعاته بنسبة 40% في الربع الأخير, وقفز خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 30% منذ عشية عيد الميلاد مستقراً فوق 55 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر 2018.
يأتي ذلك على الرغم من أن المكاسب تتلخص في تباطؤ النمو العالمي والمخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين, وكما أصبحت فنزويلا هي البطاقة الشاذة في معادلة العرض والطلب حيث تهدد أزمتها السياسية العميقة بمزيد من الثقل على الإنتاج.
وحافظ النفط على مكاسبه بالقرب من أعلى مستوى خلال شهرين بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي في وقت كانت فيه تخفيضات أوبك والجزاءات الأمريكية على فنزويلا قد خففت بالفعل المخاوف من وفرة الإمدادات. في حين أن تخفيف التوترات بين واشنطن وبكين سيحسن أيضاً توقعات الطلب.
أيضاً مع إنخفاض عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى خلال تسعة أشهر تقريباً, وهذا وفقاً لما أظهره بيكر هيوز شركة خدمات حقول النفط يوم الجمعة.
مع تلك العوامل دفعت صناديق التحوط لتخفيض الرهانات الهبوطية على النفط الخام, ودفع إرتفاع النفط المتشككين إلى الخروج من السوق. حيث تخلت صناديق التحوط عن أكثر من نصف مراهنات البيع على المكشوف في أربعة أسابيع فقط.
فبعد تحقيق نفط برنت أفضل شهر في ثلاث سنوات تقريباً قام مديرى صناديق التحوط بخفض الرهانات الهابطة على السعر القياسي العالمي بنسبة 27% أخرى في الأسبوع المنتهي في 29 يناير حسبما أظهرت بيانات يوم الجمعة, وإرتفعت الرهانات على زيادة الأسعار بنسبة 4.5% فقط.
وبدأت تخفيضات إنتاج النفط عام 2019 لمجموعة أوبك مرحلة الإقلاع في يناير, وسوف يزداد حجمها مع بدء العقوبات الأمريكية على فنزويلا. لكن المشكلة بالنسبة للمنتجين وحلفائهم في مجموعة أوبك هي أنهم لا يتمتعون بنفس القدر من السيطرة على السوق كما يتهمهم البعض, وهذا يجعل الحصول على توقيت وقدرة تحكمهم أو تصرفاتهم شبه مستحيلة.
حيث التدخلات الأمريكية السابقة دفعت بعض الدول المصدرة ومنها السعودية لزيادة الإنتاج لمستوى قياسي, ويبدو أن هناك عوامل خارجية غير متوقعة قد بدأت تظهر فعلى الأقل في الآونة الأخيرة يبدو أن العديد منها تنشأ مع رؤية الرئيس الأمريكي ترامب.
النظرة الفنية
على أساس فني بدأ النفط الخام بتشكيل نموذج فني هام وهو الرأس والكتفين الشرائي حيث مع بقاء الأسعار أعلى مستوى 53 دولار للبرميل دون إغلاق أسبوعي ما دونها فعلى المدى المتوسط قد يستكمل النفط الخام من مكاسبه لإستهداف مستوى 59.35 قمة 11 فبراير وعند متوسط متحرك 100 يوم.
وبإختراق تلك المقاومة والحفاظ على التداولات أعلاها قد يستهدف مستوى 64 دولار للبرميل متوسط متحرك 200 يوم, وهذا التقدير لتلك المستويات يعتمد كما وضحنا مع نجاح النموذج المتوقع وعدم إختراق مستوى 53 دولار للبرميل على أساس أسبوعي الذي قد يدفع بالأسعار لإستهداف متوسط متحرك 55 يوم عند مستوى 51.15.
Abdelhamid_TnT@