بعد رالي قوي في الأصول ذات المخاطر العالية منذ بداية 2019، عادت حالة القلق والمخاوف إزاء النمو الاقتصادي العالمي لتسود. وقد تجلّى ذلك في أسواق العملات الأسبوع الماضي بعد أن عادت التدفّقات الاستثمارية إلى الدولار الأميركي على الرغم من النبرة المتساهلة من الفدرالي. وقد اصطدمت أسواق الأسهم الأوروبية بالجدار بعد أنهى مؤشر (Stoxx 600) خمسة أسابيع متواصلة من الأرباح؛ وفي غضون ذلك، بات المستثمرون يشعرون بقلق أكبر تجاه الأرباح المتراجعة بل وحتّى احتمال تسجيل ركود في الأرباح.
ثمّة مقياس أفضل لتحديد الظروف الاقتصادية والمالية ألا وهو النظر إلى ما تسعّره أسواق الدخل الثابت. فقد تراجعت عوائد سند العشر سنوات الياباني مرّة أخرى دون مستوى الصفر، بينما تتداول عوائد سند العشر سنوات الألماني عند أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016، فيما تراجعت عوائد سند العشر سنوات الأميركي 19.3% عن الذروة التي كانت قد وصلت إليها في أكتوبر/ تشرين الأول. ورغمّ أنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ هناك ركوداً وشيكاً، إلا أنّ أسواق الدخل الثابت تشير إلى تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي العالمي.