عززت العناوين المشجعة حول تقدّم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين معنويات المخاطرة في الأسواق يوم الجمعة، عقب اختتام المحادثات الرفيعة المستوى في بكين. أبدى الطرفان آمالاً حول امكانية التوصل إلى اتفاق، حيث قال الرئيس ترامب إن المفاوضات “تسير بشكل جيد للغاية”، وحتى وسائل الإعلام الحكومية الصينية أعربت عن أنه تمّ التوصّل الى “اتفاق مبدئي”. ستستمر المحادثات في واشنطن هذا الأسبوع.
ونتيجةً لذلك، ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية، حيث سجّل كل من مؤشر ستاندرد أند بورز 500 (+ 1.09٪) ومؤشر داو جونز (+ 1.74٪) أعلى مستوى له منذ شهرين ونصف، وتجاوز الأول متوسطه المتحرك الرئيسي لمئتي يوم. أما بالنسبة للعملات الأجنبية، فقد سجّلت العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار الأسترالي والنيوزلندي والكندي أداء قوي، حيث استفاد كل منها من ارتفاع أسعار السلع. وفي الوقت نفسه، تراجع الدولار للأمريكي، حيث يبدو أن تناقص خطر حدوث المزيد من التصعيد أضعف الطلب على العملة الاحتياط العالمية التي كانت تُعتبر بمثابة الملاذ الآمن طيلة فترة الأزمة التجارية.
عموماً، لم تندثر جميع العوامل التي تدعونا للقلق. على الرغم من أن عناوين الصحف كانت مشجعة يوم الجمعة، إلا أنها لم تعكس أية تفاصيل حول ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، ولم تشرح ماهية التقدم الذي أحرز، أو أي شيء آخر في هذا الشأن. في الوقت نفسه، أشارت تقارير صدرت خلال الليلة الماضية إلى أن وزارة التجارة الأمريكية قد أكملت تقريرها الخاص بالتعريفات الجمركية على السيارات، على الرغم من أنها لم تعلن أي قرار رسمي لغاية الآن. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن احتمال التوصل إلى اتفاق مع الصين يبدو أنه يتنامى، نتسائل ما إذا كان البيت الأبيض قد يقود نفس المبادرة تجاه الاتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه يفضل عدم التفاوض على عدة جبهات في وقت واحد.