الين الياباني و الفرنك السويسري هما الملاذات الآمنة بين العملات الرئيسية ، هذه ليست مجرد جملة عادية ، إنما تمثل إعتقاد أصيل في سوق العملات تصدق عليه التحركات السعرية لهما في الأحوال المختلفة للإقتصاد العالمي ، حيث تتوجه رؤوس الاموال إليهما في حالات الأزمات و سيطرة الخوف و النظرات المتراجعة للنمو العالمي علي المؤسسات المالية العالمية ، فيحن أن تبدأ رؤوس الأموال في الهرب منهما في حالة تحسن الأوضاع في الإقتصاد العالمي حيث تبدأ رؤوس الأموال في مغادرة الملآذات الآمنة لصالح الدخول في ادوات المخاطرة.
هذه القاعدة يجب أن تأخذ في الإعتبار دائما عند محاولة تفسير تحركات أيا منهما ، لكن السؤال هنا ، ماذا سيحدث لهما إذا كان الإقتصاد العالمي يعاني من حالة من الضبابية و عدم اليقين بشأن أيهما أقرب أزمة قادمة أم إنفراجة قريبة ؟ ، هنا الإجابة قطعا تكون حركة عرضية لهما أمام الدولار الأمريكي.
حالة الضبابية التي تحيط الإقتصاد العالمي بالفعل إنعكست بوضوح كبير علي حركة كل من الين و الفرنك ، كليهما تحرك في إتجاه عرضي متوسط إلي طويل الأجل.
الرسم البياني اليومي
بتوسيع النظرة علي الرسم البياني للدولار مقابل الين الياباني ، سنجد أن الزوج يتحرك في إتجاه عرضي منذ نوفمبر 2016 ، و يمثل مستوي 115 الحد الأقصي للقناة العرضية و يمثل مستوي 105 الحد الأدني للقناة العرضية.
يظهر التحرك داخل القناة العرضية أن التحركات تميل إلي إظهار قوة للدولار الأمريكي حيث تبقي الأسعار بالقرب من الحد الأقصي أغلب الوقت ، في الوقت ذاته تظهر التحركات أيضا أن مستوي 108 يمثل مستوي دعم هام أسفل الأسعار عادة ما يدفع الأسعار مجددا لأعلي قبل الوصول إلي الحد الأدني من القناة العرضية ، وذلك يشير بشكل ضمني إلي أن الين الياباني ليس لدي مشتريه أسباب كافية للإستمرار في شراء الين.
تمتد المنطقة العرضية منذ ما يقارب عامين و نصف العام ، وهي فترة ليس بقليلة ، لذلك كسر أحد حدي القناة سيتبعه ظهور إتجاه جديد قوي.