المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 6/3/2019
عانت أسهم الشركات الصينية من عمليات البيع العام الماضي. فتراجع سوق الأسهم بسبب هجر المستثمرين للأسهم التكنولوجية المحلقة عاليًا في 2018. بيد أن الموقف ينقلب هذا العام انقلابًا سريعًا، وتمكنت الأسهم من إنهاء أفضل شهرين لها هذا العام، منذ الأزمة المالية العالمية.
كانت أسهم (NYSE:علي بابا) في صفوف الأسهم التي تعاني من الهبوط، وعلي بابا هو عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، والآن ترتفع أسهم الشركة 35% منذ بداية عام 2019، وثاني أكبر منافس لها هو (NASDAQ:جي دي.كوم)، وتسارع نمو الأسهم محققًا نسبة 38% خلال نفس الفترة.
يأتي التعافي بعد عام أليم مرت به شركة علي بابا، وفقدت حوالي 25% من قيمتها، بينما جي دي.كوم فقدت حوالي نصف قيمتها، ونتجت تلك الجروح عن التباطؤ الذي أصاب القطاع، والتوقعات المدمرة لآثار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي شكّلت ثقة المستثمر.
في الآونة الأخيرة وقعت تطورات على الساحة الكبرى، وأجلت تلك التطورات أن شعور المستثمرين بالتشاؤم حيال ثاني أقوى اقتصاد في العالم، كان أقوى مما ينبغي. فتقترب الولايات المتحدة مع الصين من التوصل إلى اتفاق تجاري، يمكن وضع اللمسات الأخيرة عليه خلال هذا الشهر، وفق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
أمّا على الجبهة المحلية، أعلنت الصين مجموعة من الإجراءات أمس، تضمن بها تعزيز النمو الاقتصادي لها، وتتضمن: تخفيضات ضريبية، ومحفزات مالية للأعمال، وتقديم قروض لمساعدة الشركات الخاصة والصغيرة.
على بابا ونمو الأرباح القوي
ولكن السؤال الأكبر على المدى الطويل للمستثمرين: هل هناك فقاعة أخرى تنتفخ بناءًا على التفاؤل فقط، أم الآن هو الوقت الأمثل للتفكير جديًا بالاستثمار في أسهم الشركات الصينية؟
من وجهة نظرنا، إذا أردت اللعب في بيئة عدم اليقين المحيطة الآن، فعليك والاستثمار في الشركات الكبرى المعروفة، وتجنب صغار اللاعبين، الذين لم يتمكنوا بعد من إثبات قدرتهم على الدخول في طريق مستدام يفضي للنمو. ولهذا السبب، نفضل علي بابا، فهو النظير الصيني (NASDAQ:لأمازون).
تمتلك علي بابا كلا من: Taobao، و Tmall، وهي أسواق تصل بين التجار، والمستهلك الصيني. وجاء في تقرير أرباحهما للربع الثالث، الصادر في 30 يناير، بقاء زخم الأرباح على نفس مسار العام الماضي، رغم حالة عدم اليقين، والتباطؤ الاقتصادي.
قفز عائد منصة علي بابا التجارية الرئيسية بنسبة 40% خلال الربع الثالث، مقارنة بما حققته المنصة من عائد في نفس الفترة العام السابق. فحقق قطاع الحوسبة السحابية مبيعات مرتفعة بنسبة 84%، وتوسعت المبادرات الإبداعية للشركة بنسبة 73% خلال نفس الفترة، لتعطينا دليلًا على نجاح الشركة في مساعي تنويع قطاعات العمل.
وكان الربع الماضي هو الربع العاشر لتفوق عائد نمو علي بابا على جي دي.كوم، مما سمح للشركة بتعزيز أقدام التفوق في هذه المنافسة. وفي المستقبل، لعلي بابا فرصة افضل للنمو ولتنويع القطاعات التي تدر عائدًا. فاستثمرت الشركة بقوة في قطاع الحوسبة الحسابية، وفتحت مراكز بيانات جديدة في أوروبا، والشركة الأوسط، وجنوب آسيا، والسوق الصيني المحلي.
كما ذكرنا سابقًا إعلان الصين عن إجراءات تعزيز النمو، وبالطبع سيزيد هذا من تفاؤلنا حيال علي بابا. فتخطط الصين لدعم النمو بإنفاق 2 تريليون يوان، أو نسبة 2% من اقتصادها المقدر لـ 13 تريليون، وتعطي قروض للأعمال الصغيرة بنسبة 30% أكثر من السابق. وتتمكن أسهم شركات البيع بالتجزئة من الاستفادة من تلك الإجراءات، وتستخدمها في تحسين إنفاق المستهلك.
ارتفعت أسهم علي بابا بنسبة تزيد عن 30%، وتعافت من أغلب خسائر العام الماضي. وتعكس تلك المكاسب الآمال المعلقة على التوصل لاتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة. ويمكن أن يصلا لهذا الاتفاق، ويمكن أيضًا ألا يصلا في القريب، ولكن علي بابا من الأسهم الواجب وضعها في الاعتبار إذا كنت تفكر في الانكشاف على أكبر أسواق المستهلك في العالم.
خلاصة القول
يعطي غالبية محللي وول ستريت تقييم شراء لأسهم علي بابا، ويضعون متوسط الهدف السعري عند 205 دولار، أي بارتفاع 10% عن إغلاق أمس، الذي وقف عند 185 دولار. ويوضح لنا هذا الارتفاع المتواضع الممكن تحقيقه على المدى القصير. ولكن، إذا كنت من مستثمري المدى الطويل، ما زال بإمكانك شراء أسهم علي بابا، بالنظر إلى شغل الشركة لمركز هيمنة على السوق، وقدرتها على الاستفادة من الخطط الصينية الرامية