المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/3/2019
هل باستطاعة منتجي النفط الصخري الأمريكي المحافظة على مستويات الإنتاج قياسية الارتفاع، بينما يتراجع نشاط الحفر؟ يجدر طرح هذا السؤال، وذلك في أعقاب وصول عدد حفر التنقيب عن النفط الصخري إلى انخفاض 10 شهور خلال الأسبوع الماضي، دون أن يؤثر ذلك على مستوى الإنتاج.
تعمل الأوبك الآن على تخفيض إنتاجها بقوة، ويراقب مستثمرو النفط عدد حفر التنقيب، حتى يتمكنوا من معرفة هل يمكنهم ترجمة انخفاض تلك الحفر إلى انخفاض في الإنتاج النفطي الأمريكي. تفتقر العلاقة بين عدد الحفر والإنتاج إلى درجة الترابط الكافي، ويعود ذلك إلى ارتفاع كفاءة عمليات الحفر والتنقيب بقوة. وبافتقار تلك العلاقة للأدلة الكافية، يعاني ثيران النفط الذين يأملون وصول خام غرب تكساس الوسيط إلى سعر 60 دولار، حتى يتمكن من تجسير الفجوة السعرية بينه وبين نفط برنت المرتفع 10 دولار عن غرب تكساس الوسيط.
ويواجه مستثمرو الذهب معضلتهم الخاصة، وهي حل لغز ما حدث في تداولات الجمعة، عندما ارتفع الذهب فوق 1,300 دولار للأونصة، فهل ما حدث مجرد حدث خاطف، وسيعود الذهب أدراجه، أم هو بداية اختراق حدود نطاق انخفاضات الأسبوع الماضي؟ وتستمر الأسئلة حول الطلب، فهل ارتفع الطلب بقوة على الذهب باعتباره ملاذ آمن، في أعقاب تقرير أرقام الوظائف الأمريكية المنخفض كثيرًا عن التوقعات، وعلى خلفية مخاطر التباطؤ الاقتصادي التي تواجه الصين وأوروبا؟
كثير من البيانات لمستثمري السلع
لتسير على طريق النجاح في تداولات السلع هذا الأسبوع، يجب ترجمة البيانات الأمريكية ترجمة صحيحة، فتصدر بيانات: أرقام مبيعات التجزئة لشهر يناير، وقراءة التضخم في شهر فبراير، وآخر تقارير طلبيات السلع المعمرة، وهذه البيانات مهمة، لأن آخر الإحصائيات أوضحت تراجعًا في نشاط المستهلك والأعمال.
كما يجب مراقبة تصويت البريكزيت عن كثب، لأن هذا التصويت ربما يشير إلى أين تتجه بريطانيا في انفصالها المرتبك عن الاتحاد الأوروبي، وأخيرًا تنتظر الأسواق بيانات الإنتاج الصناعي الصينية، التي يمكن أن تعطينا لمحة عن نمو الناتج المحلي الإجمالي، في خضم حرب التعريفات المشتعلة بين بكين وواشنطن.
الحفر: بين العدد والكفاءة
بوضع المخاوف الاقتصادية جانبًا، يحاول المشاركون في سوق النفط استكشاف مسار سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط على مدار السنوات القليلة القادمة، وللإجابة على هذا السؤال ينبغي البحث عن إجابة لسؤال كفاءة حفر التنقيب عن النفط الأمريكي.
لاحظ ريتشارد روستاد، محلل في أويل آند غاز 360، أنه وفي شهر يناير، خرج من حفر التنقيب الرئيسية عن النفط الصخري إنتاج مرتفع 3 مرات عن مستويات الإنتاج للسنوات الخمس الماضية، وذلك بالرغم من تراجع الكفاءة منذ مطلع العام.
ومع ذلك، عندما هبط عدد الحفر إلى 834 حفرة خلال الأسبوع الماضي، العدد الأقل منذ مايو 2018، نرى إنتاج الخام المحلي وصل إلى ذروات الشهر الماضي، ليسجل 12.1 مليون برميل يوميًا.
يذكّر كاتب الرأي في رويترز، جون كيمب، السوق بأن عدد الحفر الأسبوع الذي تحدثه شركة الخدمات النفطية، باكير هيوز، أسبوعيًا، هو أحد المؤشرات البعدية (التي تلحق بالحدث، ولا تسبقه)، فالبيانات التي تنشرها الشركة، يكون العمل عليها مستمر قبل النشر بأسابيع ستة. إضافة لذلك، لدينا شيء واحد أكيد، وهو: تستمر تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي في التطور، وهي التكنولوجيا المتسببة في إحداث أضخم تخمة في تاريخ سوق النفط، وتطور تلك التكنولوجيا يتجاوز توقعات السوق. وباستطاعة تلك التكنولوجيا إحباط جهود الأوبك الرامية إلى تحديد سعر النفط على المستوى العالمي.
لم يفوّت دومينيك تشيرشيلا، الذي تعقب تحركات سوق النفط طوال 40 عامًا، ملاحظة هذا التطور في مذكرته الأسبوعية، فيقول:
"تراجع نشاط الشركات القائمة بعمليات الحفر والتنقيب بنسبة 48%، مقارنة بمستويات أكتوبر 2014، ولكن الإنتاج مرتفع 36%."
الصادرات تقمع الإنتاج
تقول تنبؤات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري سيصل إلى 13 مليون برميل بنهاية العام الجاري. ويتوقع عديد المحللين وصول ذروة الإنتاج في وقت سابق على توقعات إدارة المعلومات، خاصة مع إعلان شركات شيفرون وإكسون موبيل عن خططهم الرامية لزيادة الإنتاج مقدار مليون برميل يوميًا من منطقة حوض بيرميان، أحد مناطق الإنتاج الرئيسية.
وتحتاج الصناعة لأمرين آخرين حتى تتمكن من المحافظة على النمو بالشكل الحالي، وهما: الطلب على التصدير، وتوفر خطوط أنابيب بسعة كافية لنقل النفط من منطقة حوض برميان إلى الأحواض الأخرى مثل باكاين، بعد سنوات من الحبس في عنق زجاجة النقل.
ويبدو أن الأمرين سيتحققان أيضًا.
فتجاوزت الصادرات النفطية الأمريكية الرقم القياسي 3.6 مليون برميل يوميًا. وتشير التوقعات إلى ارتفاع السعة الاستيعابية لخطوط الأنابيب في منطقة حوض برميان لثلاث أضعاف، وصولًا لـ 9 مليون برميل بنهاية عام 2021. أمّا في منطقة حوض باكاين، فبلغت السعة الاستيعابية 1.4 مليون برميل يوميًا في نوفمبر، ومن المتوقع الوصول إلى 1.8 مليون بنهاية العام الجاري.
وتذكر Energy Intelligence في النشرة البريدية الأسبوعية لها:
"حطمت صناعة النفط الصخري الأمريكية التوقعات مرة أخرى، هذا المرة بشأن قوة القيود المحاصرة للبنية التحتية المسؤولة عن النقل. ويحدث هذا بعد مضي أسابيع قليلة في العام الجديد الذي قالت التوقعات إنه عنق الزجاجة سيخنق نمو الإنتاج حتى نهاية 2019."
معركة الذهب الجديدة في وجه الدولار
ارتفع الذهب مؤقتًا أثناء تداولات الجمعة إلى ارتفاعات 1,300 دولار، كان ذلك الارتفاع على نحو مفاجئ، وأجبر البعض على إعادة التفكير في دخول مراكز قصيرة جديدة.
انخفضت أرقام الوظائف الأمريكية بنسبة 90% تقريبًا أسفل التوقعات، وتجدد المخاوف المحيطة بالنمو في الصين وأوروبا، مما يمنح الذهب بعض الطاقة للصعود.
يقول فؤاد رازق زاده، المحلل في فوركس.كوم، مقرها لندن:
"نحبذ بداية إنشاء مراكز دببية على الدولار أمام الذهب والفضة، نظرًا للضعف دائم التجدد في عوائد السندات الحكومية."
يقيس مؤشر الدولار قوته أمام سلة من ست عملات رئيسية، ولم يرتفع هذا المؤشر سوى 0.1%، لسعر 97.365 في بداية تداولات الاثنين للجلسة الآسيوية، مبتعدًا كثيرًا عن ارتفاعات ثلاثة شهور التي وصلها يوم الخميس، والمسجلة عند 97.67.