أكدنا خلال تقاريرنا السابقة عن التراجع الملحوظ لمؤشرات الإقتصاد الأمريكي ، وأوضحنا من ناحية التحليل الأساسي أهم المؤشرات التي تشير إلي أن الدولار الأمريكي علي مقربة من الدخول في إتجاه هابط متوسط و طويل الأجل ، و أيضا من ناحية التحليل الفني وضعنا سيناريو طويل المدي للدولار منذ منتصف عام 2018 ولا يزال السيناريو قائم حتي الآن.
علي الرغم من ذلك لا نزال نري أن الدولار الأمريكي مازال متماسكا و منحصرا داخل نطاق سعري محدد و واضح ، حيث يحد أسعار مؤشر الدولار من الأسفل خط إتجاه صاعد ، و يتوقف الصعود عند مستوي مقاومة 97.70 ، ولا يزال كلا من خط الإتجاه الصاعد و مستوي المقاومة لهما تأثير كبير علي تداولات الدولار.
لعل أبرز ما يجعل الدولار متماسكا ولا يخضع لتأثير تراجع البيانات الإقتصادية الأمريكية ، الضغوط الكبيرة التي تخضع لها عملتي المخاطرة اليورو و الإسترليني ، إلي جانب الرؤية المتشائمة للإقتصاد العالمي من قبل البنوك المركزية و المؤسسات المالية العالمية.
اليورو
- أرجأ البنك المركزي الأوروبي توقيت أول زيادة لأسعار الفائدة بعد الأزمة المالية العالمية إلى عام 2020 على أقرب تقدير
- وأطلق جولة جديدة من القروض الرخيصة إلى البنوك
- و خفض المركزي الأوروبي أيضا توقعاته للنمو والتضخم حتى 2021.
الإسترليني
لا تزال قضية البريكست و تداعياتها أبرز الأحداث في سوق الصرف الأجنبي حتي الآن ، وخاصة مع تزايد التوتر بعد رفض البرلمان البريطاني لخطة ماي لمغادرة الإتحاد ، و توجه الأنظار نحو موافقة الإتحاد الأوروبي لمنح بريطاني مهلة جديدة للوصول إلي إتفاق للخروج ، و الذي سيدفع بالإقتصاد البريطاني لفترة جديدة من عدم اليقين.
لذلك علي الرغم من ضعف مؤشرات الإقتصاد الأمريكي ، لكن ملامح القوة لم تزول بالكامل بعد عن الدولار ، بناءا علي ذلك لا يزال المستثمرين ينظروا إلي الدولار أنه أفضل عملة يمكن إمتلاكها ، خاصة في ظل التخبط الكبير الذي تعيش فيه عملتي المخاطرة الأساسيتين ( يورو ، إسترليني ).
الرسم البياني للساعة
يتضح أن الدولار الأمريكي خضع لإتجاه هابط قصير الأجل منذ ملامسته الأخيرة لمستوي المقاومة 97.70 ، يبدو من ناحية فنية أن الدولار سيحاول تخطي خط الإتجاه الهابط قصير الأجل في وقت قريب ، وسيبدأ في موجه صاعده جديدة ، لأنه علي مقربة من خط الإتجاه الصاعد طويل الأجل علي الرسم البياني اليومي.
لذلك ننصح بتخفيض عقود بيع الدولار أمام العملات الأساسية ، علي أن نبدأ في التوسع في شراء الدولار أمام العملات الأساسية عندما يتم كسر خط الإتجاه الهابط قصير الأجل للدولار.