شهد اليورو أداء سلبي على مدى ثلاثة أشهر متتالية في بداية عام 2019 وللمرة الأولى منذ الربع الرابع في 2016 محققاً بذلك تراجع مقابل الدولار الأمريكي تجاوز نسبة 2% منذ بداية العام.
حيث تشهد منطقة اليورو تحديات مع البيانات الإقتصادية السلبية بالإضافة للأحداث الجيوسياسية مع أحداث البريكست القائمة، وهذا أضعف الأمل في تحرك قريب من البنك المركزي الأوروبي نحو رفع معدلات الفائدة السلبية.
لأنه من الواضح أن التباطؤ في الاقتصاد العالمي والاقتصاد الأوروبي يشير إلى أن صانعى السياسة بحاجة إلى الحفاظ على موقف السياسة النقدية التيسيرية لبعض الوقت. بعد أن أعلن البنك المركزي الأوروبي في 7 مارس أنه سيوفر سيولة جديدة للبنوك ابتداءاً من شهر سبتمبر لتحفيز نمو الائتمان، وهذا بحجة أنه سيحسن من مرونة الاقتصاد في ظل بيئة عالمية متدهورة.
وأتى هذا البرنامج الذي يسمى "TLTRO-3" بعد تباطأت البنوك في منطقة اليورو في الإقراض في الأشهر الأخيرة مع كبح الشركات للاستثمارات وسط آفاق تجارية غير مؤكدة، وهو التحرك الثالث من البنك المركزي الأوروبي بعد برنامج "TLTRO-2" الذي زود الصناعة بأكثر من 700 مليار يورو في شكل قروض بين عامي 2016 و 2017.
ووفقا لعضو مجلس الإدارة "أولي رين" ومحافظ البنك المركزي الفنلندي صرح في لقاء لوكالة بلومبرج أنه يمكن لبنوك منطقة اليورو توقع تفاصيل قرض البنك المركزي الأوروبي بحلول يونيو، وستعرف بنوك منطقة اليورو بحلول يونيو مدى سخاء شروط القروض الجديدة للبنك المركزي الأوروبي.
فقد كان البنك المركزي الأوروبي غامضاً بشأن معايير البرنامج مما يشير إلى أن صانعي السياسة يريدون المرونة لصقل الأداة لمعالجة أي مشكلة يواجهها الاقتصاد عند توزيع القروض، وحتى الآن كشفوا فقط أنهم سيقدمون سبع جولات من التمويل لمدة عامين بين سبتمبر ومارس 2021.
من جهة أخرى، تباطأ معدل التضخم في منطقة اليورو بشكل غير متوقع في شهر مارس وإنخفض مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي عند 1.45 أقل من السابق وتقديرات السوق عند 1.5%. كما تراجع المقياس الأساسي لمؤشر أسعار المستهلكين الذي يستثنى الغذاء والطاقة إلى أدنى مستوى في عام تقريباً بنسبة 0.8% مما يؤكد على المزيد من التحفيز من البنك المركزي الأوروبي.
هذا يضع البنك المركزي الأوروبي بعيداً عن الوصول إلى هدف التضخم عد 2.0%، وأعرب صانعى السياسة عن ثقتهم في أن ضغوط الأسعار ستزداد في نهاية المطاف حيث أصر الرئيس "ماريو دراجي "الأسبوع الماضي على أن التقدم قد تأخر أكثر من مساره.
لا يزال التضخم في المنطقة ضعيفاً على الرغم من التحسن المستمر في سوق العمل، وأتت بيانات البطالة في منطقة اليورو عند 7.8% في فبراير وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عقد.
أما ما يخص التقديرات المقبلة في شهر أبريل نتوقع أن يرتفع المعدل قليلاً، وقد يكون الانتعاش مدفوعاً في المقام الأول بتأثير توقيت عيد الفصح حيث من المفترض أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الرقم الأساسي بمقدار 0.2 نقطة. ففي وقت مبكر من عطلة عيد الفصح العام الماضي قد تسببت في ارتفاع أسعار الخدمات في شهر مارس على تذاكر الطيران وكذلك العطلات والإقامة.
ومن الممكن أن يؤكد البنك المركزي الأوروبي على تأثير التوقيت والارتداد المحتمل في أبريل عندما يجتمع الأسبوع المقبل، ومع ذلك ليس لديهم تفاصيل كافية لتأكيد هذا الشرح بشكل كامل.
حيث لا يزال البنك المركزي الأوروبي حذراً بشأن التأثير المحتمل للتباطؤ الاقتصادي الحالي على التضخم بعد تخفيض توقعات التضخم في وقت سابق من هذا الشهر.
مع ذلك، ستساعد بيانات التضخم في منطقة اليورو على تركيز أذهان صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي وسط مخاوف من أن التباطؤ الاقتصادي المطول قد يتسبب في تضخم أضعف، وسيقوم المستثمرون بتفتيش محاضر البنك المركزي الأوروبي المقرر في 10 أبريل للحصول على تفاصيل حول الشروط المرتبطة بالجولة التالية من عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل المستهدفة.
النظرة الفنية
ذكرنا في مقالتنا السابقة بمدونة شركة "أوربكس" (اليورو “أساسي وفني” قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي!) أن زوج عملة اليورو مقابل الدولار قد يستهدف مستوى الدعم 1.1216، وهو ما تحقق بالأسبوع الماضي. مع تداول اليورو مقابل الدولار ما بين مستوى 1.12 و 1.16 منذ منتصف أكتوبر الماضي.
فعلى المدى القصير يواجه زوج العملة مستوى دعم أولي عند 1.1215 وبإختراقه قد يستهدف مستوى الدعم الثاني عند 1.1180. أما ما دون هذا المستوى سيواجه مستوى الدعم المحوري على المدى المتوسط عند 1.11، وإذا نجح بإغلاق إسبوعي ما دونه قد يدفع الزوج للمزيد من السلبية لإستهداف مبدأياً مستوى 1.0975 قاع 16 مايو 2017.
بينما مع عودة الإيجابية لليورو إذا حافظ على تداولاته أعلى مستوى 1.12 قد يستهدف مستوى مقاومة أولة عند 1.1270، وبإختراقها قد يختبر متوسط متحرك 50 يوم عند 1.1334 ثم مستوى المقاومة الثالثة عند 1.1360 متوسط متحرك 100 يوم وقمة القناة المحددة على المدى القصير.
أما في حالة إختراق مستوى 1.1360 فهذا قد يعزز من إستهداف مستوى 1.15 قمة القناة الهابطة على المدى المتوسط منذ مايو العام الماضي.
Abdelhamid_TnT@