المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2/4/2019
لطالما ربطت علاقة قوية بين دببة النفط ، وسوق النفط الصخري الأمريكي، ولكن خفتت قوة تلك العلاقة الآن.
استمرت شركات الحفر للتنقيب على النفط الصخري في تسهيل تربح المتداولين من البيع المكشوف، وذلك عن طريق حفاظهم على الأسعار رخيصة، ولكن صحت تلك الشركات الآن، وترفض الاستمرار في الإنتاج أكثر من الحاجة مثلما كانت تفعل في السابق.
فيهبط عدد حفر البحث والتنقيب أسبوعًا بعد أسبوع، ووفق تقديرات الباحثين في الحكومة وفي وول ستريت وفي الإعلام كان الإنتاج سيصل إلى مستويات قياسية الارتفاع، ولكن تلك التقديرات أضحت صعبة التحقق الآن.
ويحدث هذا في نفس الوقت الذي تغزو فيه العوامل الإيجابية سوق النفط، منها: تخفيض الأوبك للإنتاج بلا هوادة، والعقوبات غير ذات الأثر الجسيم التي تفرضها إدارة ترامب على فنزويلا وإيران، وفي الولايات المتحدة يسهل الآن ربح الأموال بسبب تصميم الفيدرالي على عدم رفع معدلات الفائدة كما كان يفعل في السابق.
عاصفة لدببة النفط
ونضيف لما سبق ذكره تحسن الاقتصاد الصيني تحسنًا أفضل من المتوقع، والاقتصاد الصيني مسؤول عن تحديد الطلب على النفط، والنتيجة هي عاصفة تدمر في طريقها المتداولين والصناديق التي دخلت مراكز قصيرة على السلعة.
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 36% من بداية العام وحتى تاريخ اليوم، بينما ارتفع نفط برنت 29%. ويقف الخامان عند ارتفاعات خمسة أشهر، وبرنت على بعد خطوة من هدف السعودية الموضوع عند 70 دولار للبرميل، وتأمل المملكة أن يصل السعر إلى 80 دولار بعد تحقيقه هدف 70 دولار.
ويقول جون كيلدوف، الشريك المؤسس في Again Capital، إنه لا يوجد أي عامل يدفع صناعة النفط الصخري للتحالف مع الدببة، إذ أن للشركات في الصناعة الآن رغبة في تتبع رغبات الأوبك وتحقيق السعر الذي ترغب فيه.
تعمل شركات النفط الصخري الآن على إفادة المستثمرين فيها عن طريق وضع التدفق النقدي أولوية لها، وتوزيع الأرباح على حملة الأسهم، وتضع تلك الأمور قبل رفع الإنتاج رفعًا متهورًا سيساهم في الهبوط بالسوق لمستويات الانهيار التي شهدها في 2014-2016، وفي 2018.
التحول إلى شركات توليد لرأس المال
يقول كيلدوف:
"يتعرض أصحاب الشركات إلى ضغط من المستثمرين ومن البنوك ليتحولوا إلى مولدين لعائد رأس مالي."
"الأمر أشبه برد فعل متأخر في أعقاب انهيار السعر أواخر العام الماضي. فأداروا عجلاتهم، واجتمعوا ليلاحظوا أن الأفضل لهم ليس مضاعفة نشاط الإنتاج. لسوء الحظ، سيعاني دببة النفط الأمرين من تلك القرارات."
اتسم سوق النفط على مدار الأعوام الخمس السابقة بتقلبات عنيفة لأعلى ولأسفل، واستفاد أصحاب المراكز الطويلة والقصيرة على حد السواء من تلك التقلبات، وربما يمكنن القول إن الدببة كانوا أصحاب حصة الأسد، نظرًا لتكرار عمليات لتصفية العنيفة بين الحين والآخر.
تغير الاتجاه الآن على الأرجح.
فيقول كاتب الرأي في مجال النفط على رويترز، جون كيمب، يوم الاثنين إن صناديق التحوط زادت المراكز الطويلة على ستة عقود رئيسية للنفط، ليكون الإجمالي لها 421 مليون برميل على مدار الأسابيع الـ 11 الماضية.
مزيد من الألم للدببة
يضيف كيمب:
"أُزيل التحيز السلبي للسوق بسبب الاستهلاك القوي المستمر رغم توقعات تباطؤ الإنتاج."
يعتقد سكوت شيلتون، سمسار العقود الآجلة في (BO:ICAP)، أن الدببة سيعانون المزيد من الألم في المستقبل القريب بسبب زيادة التحيز الإيجابي، وأخذ المراكز الطويلة المتزايد على السلعة.
يقول شيلتون:
"أعتقد أن هذا الأسبوع سيكون من الأسابيع القوية للنفط، لأن هناك دعم، وكذلك ربما يكون هناك مطاردة للعائد المتولد من تحويل المراكز القصيرة لطويلة، ويأتي العائد من المؤشر العالمي."
"وربما نرى مزيد من عمليات الشراء من جانب مستشاري تداول السلع، حتى يزداد موقفهم قوة."
وفي أحد تقارير بلومبرج يذكر الارتفاع الدرامي لإنتاج الولايات المتحدة على مدار السنوات الخمس الماضية، ويقول إن هذا الإنتاج يتجه نحو مزيد من المشكلات المالية والتقنية.
تتوقع شركات: (NYSE:شلمبرغر)، شركة (NYSE:هاليبرتون)، أكبر شركات مزودة لخدمات النفط، تراجع ثنائي الأرقام في إنفاق شركات الحفر للولايات المتحدة وكندا هذا العام. وتشيع عمليات التسريح، فلدينا (NYSE:ديفون إنرجي)التي ستتخلى عن ثلث القوة العاملة فيها نظرًا لضغوط الإنفاق.
أمّا على الجانب التقني، فهناك عدة مشكلات تسبب فيها "التداخل" بين مصادر النفط الجديدة المسماة "الآبار الطفولية،" والآبار القديمة التي تسمى الأب. ويتضح أن الآبار الحديثة ربما لن تكون قادرة على تحقيق الإنتاج الغزير الذي تحققه الآبار القديمة. وربما تغادر الشركات المواقع تاركة النفط في صخوره.
وتتحمس الشركات النفطية الكبرى بينما تغادر شركات الحفر المستقلة السوق. فتخطط Exxon Mobil Corp (NYSE:إكسون موبيل) (NYSE:وشيفرون) لزيادة إنتاجهما 2 مليون برميل (مليون برميل لكل شركة) من منطقة حوض برميان، الأكثر إنتاجية.
أمل جديد للدببة
تتوفر جميع الفرص التي تسمح بتعافي الإنتاج الأمريكي في وقت لاحق من العام الجاري، عندما تزداد السعة الاستيعابية لخطوط الأنابيب، والتي سيمكنها حمل أكثر من خمسة ملايين برميل من الأحواض النفطية، وفي النهاية تصدير تلك البراميل إلى آسيا وغيرها من الدول. بلغت صادرات الولايات المتحدة النفطية رقمًا قياسيًا الشهر الماضي، عند 3.6 مليون برميل يوميًا. وبالانتهاء من خطوط الانابيب تلك وبدء عملها عندها ربما يتحقق الرقم القياسي للإنتاج المقدر بـ 13 مليون برميل يوميًا العام القادم.
ويعتقد كيلدوف أن هذا سيحدث عندما تفتح شركات الحفر في الولايات المتحدة أبواب الإنتاج على مصراعيها.
ويقول:
"لم ينته اعتماد الدببة على شركات النفط الصخري أملًا في مساهمتها في الضغط على الأسعار. كل ما في الأمر أنه الضغط سيتأخر قليلًا. وبالنظر لقدرات التصدير، ستركز الشركات الأمريكية على الحجم، وليس على السعر فقط. وأخيرًا، سنرى تعافي قوي، بعد التراجع، في الإمداد وعدد الحفر."