على الرغم من الوضع المحتدم على الساحة العالمية، إلا أن آخر مجموعة من البيانات الاقتصادية الصادرة من سويسرا كانت مفاجأة صعودية. غير أن الفرنك السويسري فشل في جذب الانتباه حيث تداول في نطاق ضيق مقابل العملة الخضراء حول مستوى 1,0040. حتى أن نصر القوميين في الانتخابات الأوروبية لم يسمح للفرنك السويسري بالارتفاع مقابل العملة الموحدة حيث ظل اليورو مقابل الفرنك السويسري فوق مستوى 1,12.
وارتفع الناتج المحلي الإجمالي السويسري بـ0,6% في ربع شهر آذار مخالفاً لتوقعات الاقتصاديين بـ0,3% على أساس ربعي. وخلال الـ12 شهراً الماضية، نما الاقتصاد بـ1,7% كما خالف متوسط التوقعات بـ1% وتمت مراجعة الأرقام البالغة 1,5% سابقاً صعوداً. كما يفسر تسارع استهلاك الأسر مع ارتفاع الاستثمارات هذه القراءة الجيدة. وارتفع استهلاك الأسر بـ0,4% على أساس ربعي مقارنةً بـ0,3% في الربع السابق، بينما ارتفع الاستثمار في السلع الرأسمالية بـ1,5% على أساس ربعي مقابل انكماش بـ0,1% في ربع شهر كانون الأول.
وعلى الرغم من بيانات التجارة الضعيفة لشهر نيسان حيث انكمشت الصادرات بـ0,6% على أساس شهري بينما ارتفعت الواردات بـ1,5%، إلا أن الأرقام ظلت جيدة في الربع الأول حيث ارتفعت الصادرات بـ2,2% على أساس ربعي (+5,8% سابقاً) بينما لامست صادرات الخدمات 1,7% على أساس ربعي (+0,6% في الربع الآخير من عام 2018). وإجمالاً، أظهر التقرير أن الفرنك السويسري كان على أداء جيد لا سيما على خلفية تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. إلا أننا نعتقد أن عام 2019 سيكون عاماً مليئاً بالتحديات للاقتصاد السويسري. ولقد أظهرت آخر انتخابات أوروبية أن الإندماج بين البلاد لا يزال يتفكك وهو الأمر الذي لا يؤثر جيداً على الأعمال. وبما أن سويسرا دولة تتطلع إلى الخارج أي أنها تعتمد بشكل كبير على التدفقات العالمية لا سيما مع الاتحاد الأوروبي فهي ستعاني من هذا الوضع. وتبعاً لذلك، لن نتفاجأ إذا شهدنا تجدد الاهتمام بعملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري والين الياباني مع استمرار تصاعد عدم اليقين الجيوسياسي.