شهدت الأسهم الآسيوية تداولات مختلطة في بداية أسبوع مع تراجع الأسهم اليابانية والأسترالية في حين ارتفعت الأسهم في هونغ كونغ بعد أن علقت الحكومة مشروع قانون التسليم مثير للجدل، واستقرت الأسهم الصينية.
فيما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية بعد انخفاض يوم الجمعة، وارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد بيانات اقتصادية متفائلة في نهاية الأسبوع الماضي تركت بعض الشكوك حول موقف أكثر تشدداً من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أفادت الأرقام الحكومية الصادرة يوم الجمعة أن المتاجر والمصانع الأمريكية سجلت نشاطاً كبيراً في الشهر الماضي حيث حققت مبيعات التجزئة الرئيسية والأساسية في مايو إرتفاع بمقدار 0.5%، وكما تم تعديل تقديرات إبريل على شكل تصاعدي.
مع ذلك، كانت الأرقام السابقة لسوق العمل والتضخم أقل قوة مما يعني أن المستثمرين سوف يراقبون عن كثب قرار سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء بحثاً عن إشارات حول اتجاه السياسة النقدية.
إذا كان استراتيجيين السندات في وول ستريت على حق فقد يتجنب مسؤولون الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع إعطاء إشارة واضحة إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في المستقبل، وهو احتمال مقلق لثيران سندات الخزانة.
سيقوم المستثمرون بتدقيق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة يوم الأربعاء بحثاً عن إشارات حول فرص خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
حيث انخفض الذهب بعد أن وصل إلى أعلى مستوى خلال 14 شهراً يوم الجمعة، أشارت البيانات الاقتصادية المتفائلة في نهاية الأسبوع الماضي إلى عدم وجود حاجة ملحة لقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
يأتي هذا قبل اجتماع مجموعة العشرين في اليابان الذي تم وصفه بالفرصة التالية للبحث عن حل للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
في غضون ذلك أكد وزير التجارة "ويلبر روس" مجدداً أن من غير المرجح احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري قد ينشأ عن اجتماع غير محتمل بين الرئيس "دونالد ترامب" والرئيس الصيني "شي جين بينغ" في قمة هذا الشهر.
ماذا نترقب الاجتماع؟
في اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة (FOMC) في يونيو يجب أن يكون للبيان لهجة أكثر تشويقاً إلى حد ما، ولكن من المرجح أن يحتفظ صانعى السياسة بموقفهم "الصبور". بينما تحولت معنويات السوق بشكل متزايد نحو تخفيض أسعار الفائدة فإننا نتوقع من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي مقاومة سياسة التخفيف لبعض الأسباب منها.
أولاً، لا يزال الاقتصاد على قدم المساواة مدفوعاً بنمو صحي في الإنفاق الاستهلاكي. حيث سيرأس رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" خط رفيع عندما يتحدث في المؤتمر الصحفي لما بعد الاجتماع الفيدرالي، وقد يكرر التأكيد على أن مسؤولين الفيدرالي مستعدون لتوفير سياسة ملائمة إذا لزم الأمر مع الحرص على تجنب مخاطر الاستقرار المالي.
ثانياً، أسعار الفائدة في السوق منخفضة بالفعل وبالتالي فإن الفائدة الاقتصادية لخفض أسعار الفائدة ستكون ضئيلة، وستسهم بدلاً من ذلك في مخاطر الاستقرار المالي.
ثالثاً، مصداقية وإستقلال الفيدرالي حيث تستمر شكاوى ترامب في نزاع مع البنك الفيدرالي الذي اصبع على العلن منذ منتصف العام الماضي. مما أدى إلى تحطيم تقاليد البيت الأبيض التي امتدت نحو ثلاثة عقود من الصمت العام بشأن السياسة النقدية احتراماً لاستقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
حيث انتقد الرئيس "دونالد ترامب" بشدة "جيروم باول" في مقابلة بثت يوم الجمعة، وألقى باللوم على رئيس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.
أما التحديات التي يواجها الفيدرالي أمام خفض الفائدة تعود إلى التضخم الضعيف، وهو أحد الأسباب التي يراهن بها المستثمرون على أن البنك الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة هذا العام. حيث انخفضت توقعات التضخم على المدى الطويل إلى 2.2 ٪ من 2.6 ٪ في مايو، وهو أدنى مستوى منذ بدء المسح.
في حين أن "جيروم باول" عزا الضعف في التضخم إلى عوامل انتقالية في مؤتمر مايو الصحفي وسيكون من الصعب استخدام نفس الحجة هذه المرة.
كما هناك تحدٍ آخر يواجهه الاحتياطي الفيدرالي هو التوفيق بين ما نعتقد أنه سيكون ترقية لمتوسط توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي وخفض نسبة البطالة مع تقديم نغمة أكثر تشاؤماً في البيان. من المحتمل أن يرتقي ملخص التوقعات الاقتصادية إلى توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام وانخفاض تقديرات معدل البطالة والتضخم الأساسي.
النظرة الفنية (مؤشر الدولار)
مازال مؤشر الدولار يتحرك ضمن توقعاتنا منذ الربع الأول من العام الجاري، وهذا كما وضحنا منذ مقالتنا في بداية أبريل أيضاً أن الدولار يتداول ضمن نطاق صاعد منذ بداية العام.
محافظاً على مستويات دعم حالية عند 96، وهي نقطة محورية حالياً وقاع للقناة الصاعدة على المدى المتوسط حيث لم ينجح حتى الآن في إغلاق أسبوعي أسفلها.
أما في حالة اختراقها سيواجه مستويات دعم هامة للاتجاه الصاعد على المدى الطويل عند 94.20.
بينما مع الحفاظ على التداول أعلى مستوى 96 قد يعزز المؤشر لاستهداف مستوى المقاومة عند 97.87 تصحيح مستويات فوبوناتشي 61.8% من قمة مارس 2017 حتى قاع فبراير 2018، وباختراقه وإغلاق أسبوعي أعلاها يعزز من قوة الدولار نحو الصعود لمستوى المقاومة 99.90.
ملاحظة، تلك المستويات السعرية هي لمؤشر الدولار الفوري وليست للعقد المستقبلي. حيث افتتح عقد الدولار المستقبلي الأخير أكثر من 50 نقطة للأسفل، والذي يتداول حالياً بالقرب من مستوى 97.04 تقريباً مقارنة بالعقد الأساسي الذي يتداول قرب مستوى 97.54 تقريباً.
Abdelhamid_TnT@