والأمر ليس مفاجئ بالنسبة للجنيه الاسترليني فلقد استفاد الجنيه الإسترليني من مكاسب قصيرة الأجل حيث أبقى بنك إنجلترا على نيته في رفع معدلات الفائدة مع الإبقاء على معدلاته المصرفية دون تغيير عند 0,75%. وعلى الرغم من أن محافظ بنك إنجلترا كارني أكد على عدم توافق قائم بين السيناريو المتفائل للبنك المركزي وبدائل الأسواق المالية فيما يتعلق بالانتقال إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أننا نرى تأكيداً بأن بنك إنجلترا يواجه صعوبة في إقناع المستثمرين بأن زيادة تكاليف الإقراض هي المسار الصحيح.
ويفضل بنك إنجلترا تحيزًا قويًا حيث رفع أسعار الفائدة مرتين منذ تراجعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عند 0.25٪. ومع ذلك فإن الشكوك حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحد من مساحة المناورة. وأصبحت انتخابات رئيس الوزراء الجديد من قبل المحافظين أكثر وضوحًا، حيث يشارك المرشحان، وزير الخارجية السابق والحالي بوريس جونسون وجيريمي هانت في السباق النهائي الذي يبدأ في أسبوع 22 تموز 2019. وعلى الرغم من أن جيريمي هنت يمتلك خطًا مشابهًا لخط تيريزا ماي، إلا أن الاستطلاعات تميل إلى دعم بوريس جونسون الداعم للخروج مما يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق ويقر بالرأي القائل بأن مكاسب الجنيه الإسترليني قصيرة ستتحول إلى السلب عندما يغير بنك إنجلترا لهجته إلى الموقف المحايد. ويؤكد استطلاع حديث نشرته EY أن معنويات المستثمرين تتراجع في البلاد حيث يعتقد نصف أعضاء الشركات المالية التي شملها الاستطلاع أن جاذبية المملكة المتحدة ستنخفض في السنوات الثلاث المقبلة وسط مخاوف تتعلق بفقدان الولوج إلى أسواق الاتحاد الأوروبي وحظر تنقل العمالة. وعلى اعتبار الأحداث الحالية، نتوقع جدلاً يرجح رفع معدلات الفائدة هذا العام. وعاد مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أيار إلى مستوى 2% (سابقاً: 2,10%) ومن غير المرجح أن يتسارع في ظل البيئة الاقتصادية الحالية. ونوصي بتحيز هبوطي بالنسبة للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في ظل الظروف الحالية.