المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/6/2019
منذ شهور قليلة ماضية، لم يكن المستثمرون ينظرون إلى الذهب، وبالكاد أبدوا اهتمامًا باتجاهه. ولغالبية الربع الأول، ظلت تحركات الذهب جانبية، ليتحرك قليلًا إلي الأعلى لعدة أيام، وفي تلك الأثناء أصبح الدولار عملة الملاذ الآمن المفضلة ضد توترات حرب التجارة. وأصبحت علامة الذهب التجارية "اللاكتراث،" وبعدها تغير الموقف.
وبالتقدم قليلًا بالزمن للأسبوع الماضي نرى: الذهب لم يصل إلى ذروات جديدة فقط، ولكن لعدة أيام متتابعة وصل لمستويات مرتفعة لم يشهدها السوق منذ 2013.
فألمح الفيدرالي يوم الثلاثاء إلى أن تخفيض معدل الفائدة في شهر يوليو ليس أمرًا مسلمًا به، ولكن تلك التصريحات لم تردع ثيران الذهب. فبعد تذبذب محدود، ارتفعت عقود الذهب الآجلة الأمريكية لليوم الرابع على التوالي، لتحقق التسوية الإيجابية التاسعة في غضون 11 يوم.
في بداية العام، بالكاد أبدى مديرو صناديق الاستثمار، وكاتب العائلة اهتمامًا بالذهب، والآن يدخلون بقوة على صفقات المعدن الثمين.
ولم لا يفعلون ذلك؟
فسعر عقود الذهب الفورية، تلك العاكسة لسعر الذهب الحقيقي، ارتفعت 10% منذ بداية العام. ووقعت غالبية الزيادة من الرالي في شهر يونيو، وهو الأكبر للذهب منذ فبراير 2016.
وسجل صندوق الذهب ® (NYSE:SPDR)أشهر صندوق متداول عالميًا، ربحًا يوميًا هو الأعلى في 11 عام تقريبًا لتداولات يوم الجمعة.
أصل وحشي
ما الذي جعل الذهب وحشيًا لتلك الدرجة، وعلى حين غرة؟
يعطي المحللون مزيجًا من التفسيرات، بداية من توقعات تخفيض الفيدرالي لمعدل الفائدة، والذي توقع السوق حدوثه في يوليو المقبل، والقتال التجاري المستعر بين الولايات المتحدة والصين، وعواقبه المهددة للاقتصاد العالمي بالركود، والرد الانتقامي من إيران على العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب، مما حول الخليج العربي لبؤرة من الخوف.
ويذكر جورج جيرو، محلل المعادن الثمينة في RBC لإدارة الثروة بنيويورك، لـ Investing.com:
"تستمر مسيرة الذهب المذهلة للأعلى، بينما تتصاعد المخاوف حول الاقتصاد العالمي، والمخاوف السياسية، وسياسات الولايات المتحدة، ربما هي ما تدفع تدفق عمليات الشراء من كثير البلدان. فتراجعت مقاومة المشترين جراء الفرصة شراء الذهب."
"فأينما وليت نظرك، من أمريكا الجنوبية، للصين، للشرق الأوسط، تورط الولايات المتحدة نفسها في معارك سياسية، تحتاج للتحوط منها. وعليك أيضًا التحوط ضد تقلبات سوق الأسهم."
ويلقى السطر الأخير صدى واقعي لدى المستثمرين، فعقود الذهب استقرت على ارتفاع يوم الثلاثاء، على الرغم من التراجع الأولي لها بعد تعليقات بأول بشأن الفيدرالي وقراره حول معدل الفائدة، وعدم خضوعه للبيت الأبيض. وبينما ارتفع الذهب، أغلقت المؤشرات الأمريكية القيادية الثلاثة على انخفاض.
وفي التداولات المبكرة ليوم الأربعاء في الجلسة الآسيوية، هبطت أسعار الذهب على نحو غير طبيعي، ويعتقد البعض أن تلك الإشارة تعني انتهاء رالي يونيو.
الفيدرالي يحبط أمل خفض المعدل، فهل يستمر اتجاه الذهب؟
علّق بأول قائلًا: "لا يجب أن تتحرك السياسة النقدية تحركًا مبالغًا فيه استجابةً لبيانات فردية، أو تأرجح قصير المدى في الشعور." وظهرت شكوك حول تلك التعليقات امتدت من سوق السندات للأسهم للفوركس، فالفيدرالي عليه تخفيض الفائدة على الأقل 50 نقطة أساسية، ليستمر رالي الذهب.
في واقع الأمر، لو خفض الفيدرالي معدل الفائدة بأقل مما هو متوقع، لنقل 25 نقطة، هذا سيضخم انتقادات الرئيس، دونالد ترامب، للبنك المركزي ولباول على نحو السواء. وتنتشر أقاويل حول إحلال ترامب لرئيس الفيدرالي، على الرغم من استمرار مدة رئاسة بأول للفيدرالي. وشرعية تلك الحركة ليست واضحة كفاية بعد، على أي حال، انتقاد الفيدرالي يصب في صالح الذهب، بسبب مركزه كملاذ آمن.
ولهذا السبب (يعني بالسبب انتقاد ترامب إذا لم يخفض بأول الفائدة بقدر مناسب) يعتقد المستثمرون أن التراجع الحالي للذهب مجرد تحرك محدود، وسيصل إلى مستويات جديدة عند 1,450، وحتى 1,500 دولار.
وتعطي التحليلات الفنية اليومية لـ Investing.com تزكية "شراء قوي" على عقود ذهب أغسطس، وتضع أقرب مقاومة عند 1,464.45 دولار.
وبالنظر لاستقرار تداولات العقود ليوم الثلاثاء عند 1,418.80 دولار، فربط المقاومة بهذا المستوى يعطي فرصة للارتفاع حوالي 50 دولار، أو 3%.