أدى اجتماع مجموعة العشرين المنعقد في أوساكا إلى زيادة التفاؤل في كل مكان. وأغلقت معظم أسواق الأسهم الأسيوية على زيادة تتجاوز 2% في جميع الأنحاء بينما تم افتتاح الأسواق الأوروبية على ارتفاع مشابه. كما كسب كل من الدولار الأمريكي واليوان الصيني زخماً مع الاجتماع الذي جمع ترامب وشي بينما كان الدولار الكندي مدعوماُ بارتفاع أسعار النفط. وبالتالي يشير الارتفاع الآخير في الدولار الأمريكي إلى أن التوقعات بقيام الفيدرالي بتخفيض معدلات الفائدة أصبحت غير مؤكدة وفقاً لبعض المستثمرين حيث أن السبب الرئيسي لا يزال تأثير المشكلات التجارية مع الصين. ومع ذلك، هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن التغيير المفاجئ في توجيهات بنك الاحتياطي الفيدرالي مستقبلاً يكون أقل ترجيحًا من قضايا مثل التضخم أو الضغوط السياسية على ترامب أو الخلافات التجارية المعلقة مع الشركاء التجاريين.
وسارت المحادثات الآخيرة بين الولايات المتحدة والصين في مجموعة العشرين حسب التوقعات، حيث أكد الرئيسان أن المحادثات التجارية ستستمر خلال هذا الأسبوع وتم تعليق التعريفات الأمريكية على السلع الصينية بقيمة 300 مليار دولاراً أمريكياً مع إلغاء العقوبات على شركة التكنولوجيا العملاقة هواوي والتي تتضمن السماح بشراء المنتجات الأمريكية. إلا أن الوضع لا يختلف عن اجتماع مجموعة العشرين المنعقد في كانون الأول 2018 في الأرجنتين عندما أكد الشريكان التجاريان أن المحادثات التجارية قد تستمر مؤكدين أن الذعر الحالي لن يستمر طويلاً. وعلى الرغم من أن العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تبدو إيجابية إلا أن هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن معركة ترامب ضد العجز التجاري ستدق في النهاية على أبواب الاتحاد الأوروبي بعد توقف في شباط 2019 عندما تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر بعدم فرض مزيد من التعريفات على صناعات الاتحاد الأوروبي بما في ذلك قطاع السيارات. ومن المتوقع أن يكون للعواقب الوخيمة تأثيراً ليس على منتجي الاتحاد الأوروبي فحسب بل على منتجي الولايات المتحدة أيضاً حيث أن سلسلة التوريد لا تزال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعضها ببعض. علاوة على ذلك، فإن صدور بيانات عامل الانكماش لمؤشر الانفاق الشخصي الرئيسي والفعلي عند 1,50% (سابقاً: 1,50%) و1,60% (سابقاً: 1,60%) على التوالي دون النطاق المستهدف للفيدرالي البالغ 2% أن العودة في سياسة الفيدرالي غير مرجح. وبالتالي سيلعب صدور بيانات العمل يوم الجمعة دوراً مهماً في التقدير الاقتصادي للفيدرالي.
ويتداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي حالياً عند 1.1325 ومن المتوقع أن يتجه الزوج نحو مستوى 1.1315 على المدى القصير.