بدأ المستثمرون الأسبوع الحافل وسط مزاج حذر في أعقاب تراجع حاد في جميع أنحاء الأسواق الآسيوية مع تحمل كل من شنغهاي وسيول وطأة الخسائر، وينتظر المستثمرين أسبوع مكدس بخطابات محافظي البنوك المركزية والبيانات الرئيسية.
كما سيكون الحدث الرئيسي لمعظم المستثمرين حديث رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" على الرغم من الحرب التجارية والنمو العالمي الهش، وهذا بعد أن قدم أحدث تقرير للعمالة الأمريكية علامات على أن الاقتصاد لا يزال على المسار الصحيح.
فيما تشهد العقود الآجلة للأسهم الأمريكية اليوم الاثنين تراجعاً خلال الجلسات الصباحية‘ وهذا بعد تراجعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة من أعلى مستوياتها على الإطلاق وارتفاع الدولار. حيث أظهر أحدث تقرير لسوق العمل الأمريكي علامات على أن الاقتصاد لا يزال على المسار الصحيح متجاهلاً بعض البيانات الحديثة التي أظهرت ضعفاً في التصنيع.
وحقق معدل التوظيف بالقطاع الغير زراعي في الولايات المتحدة إرتفاع نحو أفضل مستوى منذ يناير بمقدار 224 ألف في يونيو 2019، وتجاوز توقعات السوق البالغة162 ألف أيضاً المقدار المسجل سابقاً في مايو عند 72 ألف. أتت تلك المكاسب في الوظائف في كلاً من الخدمات المهنية والتجارية، والرعاية الصحية والنقل والتخزين.
كما ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.7% في يونيو 2019 من أدنى مستوى في 49 عاماً بتقديرات مايو وأعلى من توقعات السوق عند 3.6%.
في الوقت نفسه يبدو أن نمو الأجور يتلاشى وإن كان بمستوى قوي حيث ارتفع مؤشر متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.2٪، وهذا أقل من تقديرات السوق أيضاً مقارنة بالشهر السابق الذي تم تعديله عند نسبة 0.3٪. بينما بقيت مكاسب الأجور السنوية عند 3.1٪، وهذا أقل من تقديرات السوق بإرتفاع عند 3.2%.
بشكل عام,
انتعش محرك الوظائف الأمريكي في يونيو حيث تخطى التوظيف جميع تقديرات الاقتصاديين مما خفف الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة هذا الشهر مع تركه مجالاً لإجراء تخفيض طفيف إذا رغب في ذلك.
ارتفعت الأسهم إلى مستويات قياسية وارتفعت السندات وسط توقعات السوق بأن البنك الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل في اجتماع يوليو، وعلى الرغم من أن العقود الآجلة للصندوق الفيدرالي أظهرت أن المتداولين قلصوا مقدار التيسير الذي يتوقعونه بعد أن غطى تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة شكوك حول وتيرة خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
قلص المتداولون من رهاناتهم بشأن تخفيض أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف رغم أنهم ما زالوا يشهدون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو.
توقعاتنا أن هذا يأتي على خلفية الضغوط التضخمية المنخفضة تبقى بيانات معدل الأجور والبطالة مفتوحة أمام إمكانية خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة في بنك الاحتياطي الفيدرالي إما في نهاية هذا الشهر أو في وقت لاحق.
وفي حين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تخلى عن "الصبر" من توجيه سياسته في اجتماع يونيو فإن القوة في وتيرة التوظيف من الممكن تساعد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة من تأخير بدء دورة التيسير المصغرة حتى سبتمبر، ولكن البنك الفيدرالي سيظل بحاجة إلى الخفض من أجل شحذ منحنى العائد.
أيضاً مع إستمرار الضغط السياسي على الفيدرالي حيث واصل كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس "دونالد ترامب" الضغط على البنك الفيدرالي مع تصريحات "لاري كودلو" لتلفزيون بلومبرج إن المجلس الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يخفض أسعار الفائدة على الرغم من أن الاقتصاد قوي وأن أحدث تقرير للوظائف كان إيجابياً.
Abdelhamid_TnT@