ارتفع "النفط الخام" بنسبة 1.1٪ بعد ارتفاعه بنسبة أكثر من 4.5٪ الأسبوع الماضي، وارتفع النفط الخام هذا الشهر بسبب تقلص المخزونات الأمريكية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط على أثر تهديد الشحن البحري الذي تشكله إيران بمضيق هرمز.
أيضاً بعد أن أغلقت العاصفة ما يقرب من ثلاثة أرباع إنتاج الخام في خليج المكسيك الأسبوع الماضي ليتداول النفط أعلى مستوى 60 دولاراً للبرميل.
أيضاً بعد أن أظهرت أن هناك مخاوف بشأن التوقعات طويلة الأجل لسوق النفط مع تحذير أوبك من وفرة في عام 2020 بينما أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة مفاجئة في المخزونات العالمية في النصف الأول من هذا العام.
أظهرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر يوم الجمعة إن مخزونات النفط العالمية تضخمت بشكل مفاجئ في النصف الأول من هذا العام حيث فشلت "أوبك" وشركاؤها في خفض الإنتاج في منع عودة الفائض.
قالت الوكالة الدولية للطاقة إن العرض العالمي تجاوز الطلب بمعدل 900 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 حيث ثبت أن الاستهلاك أضعف بكثير مما كان متوقعاً وسط اقتصاد عالمي متعثر.
فيما اعترفت "أوبك" نفسها بالمأزق يوم الخميس عندما أشار تقييمها التفصيلي الأول لأساسيات 2020 إلى أن إمدادات النفط قد تتراكم في العام المقبل ما لم تقم المنظمة بإجراء تخفيضات أكبر. مع ذلك، أشار وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" إلى أن السعودية التي خفضت الإنتاج بالفعل أكثر بكثير مما كان مخططًا له في البداية مترددة في تقليص الإمدادات.
هذا يأتي بعد أن وافقت منظمة "أوبك" وشركاؤها على رئسهم روسيا على إبقاء الإنتاج مقيداً حتى أوائل عام 2020 لفحص تشكيل وفرة جديدة، ولكن التقرير الصادر يوم الجمعة عن وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة لمعظم الاقتصاديات الكبرى في العالم يعد علامة أخرى على أن تحدي "أوبك" يزداد صعوبة.
وفي الشهر الماضي اعتقدت وكالة الطاقة الدولية أن مخزونات النفط العالمية نمت بشكل طفيف فقط في النصف الأول من هذا العام حيث خففت الزيادة في الربع الأول من خلال تراجع في الربع الثاني. لكن في تقريرها الأخير خفضت الوكالة تقديرات نمو الطلب العالمي خلال الربع الثاني بمقدار 450،000 برميل يومياً إلى 800،000 برميل يومياً.
بينما رفعت أيضاً تقييمها لإمدادات جديدة خارج أوبك مع إستمرار العرض من خارج منظمة "أوبك" في التوسع مدفوعاً بالطفرة في النفط الصخري الأمريكي. نتيجة لذلك تراكمت مخزونات النفط بشكل كبير خلال النصف الأول.
بشكل عام،،
أن المهمة التي تواجهها "أوبك" العام المقبل تزداد صعوبة حيث خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب في عام 2020 وعززت توقعات العرض من خارج أوبك. ونتيجة لذلك فإن كمية النفط الخام المطلوبة من المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث نفط العالم ستنخفض مرة أخرى العام المقبل لتقل بدرجة كبيرة عن معدل الإنتاج الحالي.
كما تتوقع الوكالة أن تكون هناك حاجة إلى ما متوسطه 29.1 مليون برميل يومياً من المجموعة التي ضخت 29.9 مليون يومياً في الشهر الماضي عندما تم تخفيض إنتاجها بالفعل عن طريق التخفيضات الطوعية وكذلك الأزمات السياسية في إيران وفنزويلا.
أما في حالة المحوالة لمنع فائض آخر في عام 2020 ستحتاج "أوبك" إلى خفض الإنتاج في المتوسط بمقدار 800 ألف برميل إضافي في اليوم ثم العودة في الربع الأول إلى 28 مليوناً فقط في اليوم، وهو مستوى لم تنتجه منذ عام 2003.
حيث توقعت الوكالة أنه إذا لم تتخذ المجموعة هذا الإجراء فقد ترتفع المخزونات في أوائل عام 2020 بمقدار 136 مليون برميل.
على صعيد آخر، أظهرت بيانات CFTC أن صناديق التحوط هذه غير مبالية بالنفط الخام منذ ست سنوات، وهذا في ظل التوترات في الشرق الأوسط والعاصفة الاستوائية "باري" بخليج المكسيك.
حيث بلغت رهاناتهم مجتمعة على خام غرب تكساس الوسيط صعوداً أو هبوطاً إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2013 في الأسبوع المنتهي في 9 يوليو، وفقاً لبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية الصادرة يوم الجمعة.
هذا التفسير الأساسي لأسعار النفط قد يضعها تحت الضغط على المدى الطويل إذا لم تتحرك منظمة أوبك مع المزيد من التخفيض أو في حالة تطورات جيوسياسة، ولكن على المدى القصير على أساس فني فمع حفاظ النفط الخام على تداولاته أعلى مستوى 59.50 قد يعزز من مكاسبه لإستهداف مستوى 62.20 دولار للبرميل مبدأياً.
Abdelhamid_TnT@