المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/8/2019
يصعب التنبؤ بالركود القادم. فالتوسع الاقتصادي في الولايات المتحدة ينافي التوقعات كافة منذ الأزمة المالية العالمية، ويستكمل مساره الصاعد.
ولكن، ضرب التوسع العالمي رياح معاكسة لمسيرته، ويتضح أنه في المرحلة الأكثر حساسية بالنسبة للتوسع. وتتحرك البنوك المركزية نحو تخفيض معدلات الفائدة، والتيسير، بينما تستعر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتتباطأ الاقتصادات العالمية.
وتوقع اقتصاديو مورجان ستانلي، أن الولايات المتحدة في حال أقدمت على تنفيذ خطة التعريفات بنسبة 25% على الواردات الصينية، لفترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر، وردت الدولة الآسيوية الصاع صاعين، عندها سنرى تراجعًا في الاقتصاد العالمي في غضون 3 أرباع.
يستحيل تجنب المخاطرة إذا كنت من مستثمري الأسهم، بيد أن ما هو متاح: تقليل تلك المخاطرة. والطريقة الأفضل لفعل ذلك، وتنويع المحفظة الاقتصادية، تكون عبر وضع بعض الأسهم الوقائية ذات الأداء الجيد في حالة الاقتصاد المتجه للأسفل. وإليك قائمة قصيرة بقطاعات مختلفة، لتستعد للأوقات العصيبة.
1.مايكروسوفت
يخفق البعض عندما يظنون أن مايكروسوفت هي شركة تكنولوجية تزود مستثمري أسهمها بالنمو فقط. ولكن، في وجهة نظرنا، سهم مايكروسوفت من أفضل الأسهم لتدعيم المحفظة الاستثمارية.
لا شك في مركز مايكروسوفت الأثير لدى مستثمري النمو. فتمكنت الشركة من تحقيق عوائد مذهلة على مدار السنوات الخمس الماضية، مستفيدة من الارتفاع في استثمارات التكنولوجيا، ومن ثم اتخذت الشركة خطوات جادة واسعة في مجال الحوسبة السحابية، لتقوية منتجات الأوفيس الجوهرية لعائدها. ومنحت محاولات تنويع العائد تلك الشركة مركز مهيمن على المنافسين لفترة معتبرة من الزمن، وتمركزت لتصبح أسهمها من أسهم الشراء والتمسك في عديد المحفظات الاستثمارية.
تبلغ حصة عملاق التكنولوجيا من أنظمة تشغيل الحواسيب 82%، وتولد أرباح قوية للشركة. ويستمر الأوفيس، وهو مجموعة خدمات تقدمها الشركة معتمدة على اشتراك الشخص في الخدمة، في مركزه كأكبر محرك للأرباح. في العام المالي الماضي، تمكنت خدمات تشغيل الحواسيب، وخدمات الأوفيس من توليد أكثر من نصف المبيعات الإجمالية للشركة.
ويبلغ توزيع الأرباح على الأسهم 1.34% سنويًا، وعلى الجانب الربعي تدفع الشركة 0.46 دولار للسهم. وربما يبدو أن العائد قليل لكثير المستثمرين، ولكن لا ننسى أن مايكروسوفت ما زالت في حالة نمو، وبالتالي فهي توفر إمكانية تحقيق مزيد من الصعود أيضًا. وبلغت عوائد الشركة على مدار السنوات الخمس الماضية 213%.
2.وول مارت
في أوقات اضطراب السوق، يكون من الأفضل لو أضفت أسهم وول مارت لمحفظتك الاستثمارية، فالشركة تنتج أو تبيع منتجات وخدمات لا غنى عنها في الحياة اليومية. وتناسب شركات مبيعات التجزئة العملاقة الأوقات الراهنة. والمنطق وراء شراء أسهم وول مارت في حالات الاضطراب يكمن في: في أوقات الركود، ربما يجب عليك تخفيض ميزانية الخروج لتناول طعامك بالخارج، ولكنك لن تقلل من نفقات شراء مواد البقالة الأساسية.
فتتميز الأسهم هنا بحماية ذاتية نابعة من طبيعة عمل الشركة، وبالتالي نرى وول مارت من أفضل الأسهم الوقائية ضد مخاطر تقلبات وركود السوق. والمشجع أكثر هنا: بالنسبة لمستثمري المدى الطويل، ستدخل وول مارت الركود القادم، في حال وقع، من مركز قوة. وتوسع أرباح الشركة، الذي بدء في 2015، أصبح أمرًا معتادًا، وحصل على بعض الدعم من الاستثمارات الكبرى في قنوات البيع على الإنترنت، لتحفيز المبيعات.
ويقف التداول الآن عند 108.20 دولار، وربما لن يكون هناك متسع لمزيد من التحركات للأعلى، بعد الارتفاع نسبة 17% هذا العام. وبالطبع، يُحتمل للسهم أن يتفوق لو هبط الاقتصاد في ركود.
ولتوزيعات الأرباح القوية على الأسهم قيمة مضافة. فالعائد قريب من 2%، والتوزيعات الربعية تصل لـ 0.53 دولار، لذلك فمن الحسن اختيار الأسهم في أوقات السراء والضراء بالنسبة للأسواق. كما أن الشركة تمتلك في جعبتها سجل قياسي مبهر عندما يتعلق الأمر بإعادة النقد للمستثمرين.
3.ماكدونالز
لأي تحوطات وقائية في سوق الأسهم يجب وضع ماكدونالز في الاعتبار، وتتنوع الأسباب لذلك من قدرة السهم على توليد تدفق نقدي كافي خلال أوقات الركود كما الرخاء، إلى استمرار توزيعات الأرباح. وبناء على هذا المعيار، لا يوجد كثير الشركات التي يمكنها التفوق على ماكدونالز في تاريخها بشأن توزيعات الأرباح.
فرفعت الشركة من توزيعات أرباحها لكل عام منذ 1976، عندما بدأت في توزيعات الأرباح. وهذا دليل مادي قوي على أن الشركة تستطيع -بما في حوزتها من قوة- أن تولد عائد قوي للمستثمرين المتشوقين.
وتدفع الشركة أرباحًا ربعية تقدر بـ 1.16 دولار للسهم، وسنويًا تصل نسبة توزيعات الأرباح لـ 2.2%، عند السعر الحالي. مع معدل إعادة شراء منخفض -بنسبة 59%- هناك بعض المخاطرة في عدم قدرة العملاق على استدامة عمليات إعادة الشراء، حتى لو انزلق الاقتصاد إلى ركود.
خلاصة القول
بشرائك أسهم ذات نسبة مخاطرة محدودة، وتوفر لك توزيعات أرباح دولية، بذلك تكون على استراتيجية من شأنها تأمينك في حالة دخول الاقتصاد اتجاه هابط. ويمكن أن تبدأ بداية قوية بشراء أسهم: (NASDAQ:مايكروسوفت)، أو شركة (NYSE:ماكدونالدز)أو (NYSE:وول مارت).