بعد بداية قوية، تراجع أداء أسواق الأسهم بسرعة أمس مع استمرار التوترات قبيل خطاب جيروم باول يوم الجمعة في مؤتمر جاكسون هول. ويوم الثلاثاء، تداعى أداء العقود الآجلة E-mini S&P500 futures عند مستوى المقاومة 2,932 (ارتفاعات سابقة ومستوى فيبوناتشي 61,8% في تصحيح تموز-آب) وتراجع بـ1,33% إلى 2,893 نقطة. وعبر الأطلسي، تحركت الأسهم على نحو مشابه مع تراجع مؤشر EuroSTOXX 600، بـ1,28% إلى 369 نقطة. وجدير بالذكر أنه منذ تراجعات منتصف آب، تراجعت الأسهم الأوروبية بـ3% تقريباً عن نظيراتها في الولايات المتحدة، حيث أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي لا سيما اقتصاد ألمانيا يظهر علامات تباطؤ إن لم تكن علامات ركود. ونتوقع أن يزيد هذا الاختلاف خلال الأشهر القادمة. علاوة على ذلك، أثرت استقالة رئيس الوزراء الإيطالي كونتي في الآونة الأخيرة على الأسهم حيث فضل المستثمرون الأصول الأقل خطورة مثل السندات.
ومع ذلك، تحسنت شهية المخاطرة بشكل عام يوم الأربعاء حيث يتوقع المستثمرون أن يرسل جيروم باول رسالة متشائمة بمناسبة خطابه حول تحديات السياسة النقدية يوم الجمعة المقبل. وتتوقع مجموعة كبيرة من مشركي السوق أن يستغل رئيس الفيدرالي باول هذه الفرصة ليقترح تخفيضاً آخر لمعدلات الفائدة في أيلول. وبالنظر إلى مبادلات أسعار الفائدة لليلة واحدة، تحتسب الأسواق فرصة تبلغ 86% بتخفيض الأسعار بـ25 نقطة اساس ويحتسب 14% تخفيضاً بـ50 نقطة اساس. وأي شيء قد يبدو أقل تشاؤماً عن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى عمليات بيع أخرى في سوق الأسهم ومزيد من الارتفاع للدولار الأمريكي. ونظراً لأن باول واجه صعوبة في تبرير تخفيض معدلات الفائدة في تموز، نعتقد أنه من الحتمي أن الأسواق ستواجه خيبة أمل حيث أن تخفيض بـ50 نقطة أساس لن يكون في الاعتبار بينما سيكون من الصعب تبرير تخفيضاً بـ25 نقطة أساس.