تبدو الأمور محيرة، حيث تتجه الأسواق المالية في اتجاهات مختلفة. وبعد خطاب نائب رئيس الوزراء سالفيني في بداية هذا الشهر والتي تضمنت ضرورة إجراء انتخابات وتصويت بعدم الثقة ضد الحكومة الحالية، قدم رئيس الوزراء جيوسيبي كونتي مفاجأة بإعلان استقالته المبكرة مما يشير إلى نهاية الائتلاف الذي دام 15 شهراً والذي يتكون من حركة الخمس نجوم والتي تمثل الحزب الشعبوي اليساري والليجا الذي يمثل اليمين المتطرف. زمن الآن فصاعداً، حان وقت قيام الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بتقييم ما إذا كان يمكن تشكيل حكومة جديدة من خلال التشاور مع كل من البرلمان والأحزاب السياسية حتى يوم الخميس. وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع زعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة البدائل فيما يتعلق بشبكة الأمان الإيرلندية، وهي خطوة يجب أن تأتي بدون نتائج حاسمة وأن تعزز خطاب جونسون القائل بأنه لا يوجد طريق سوى خروج بريطانيا بدون اتفاق، وهي نظرة مستقبلية سلبية إلى حد بالنسبة للجنيه الإسترليني في مواجهة الانتفاضة الأخيرة. وعلى الرغم من عدم اليقين بشأن الأحداث القادمة، لا تزال العملة الموحدة غير متأثرة بعناوين الأخبار بينما يوجد طلب على السندات الإيطالية حيث يرجح المستثمرون سيناريو ائتلاف بديل على انتخابات عامة محتملة.
ومع ذلك، هناك أسباب وجيهة للنظر في إمكانية إجراء الانتخابات العامة في نهاية تشرين الأول حيث أن الخيارات الأكثر تفضيلًا هي أن ائتلافاً جديداً يتكون من حزب النجوم الخمس الذي يرأسه لويجي دي مايو والحزب الديمقراطي الذي يرأسه نيكولا زينغاريتي قد يواجه مقاومة بين الأعضاء في حين أن المصالحة بين حزب ليغا بزعامة سالفيني و النجوم الخمس أمر مشكوك فيه. هذا من شأنه أن يترك الباب مفتوحًا للانتخابات العامة في الربع الآخير من عام 2019 عقب قرار ماتاريلا بحل البرلمان وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى تحقيق النصر لماتيو سالفيني. وفي هذا السياق، سيتم تأجيل ميزانية المفوضية الأوروبية لعام 2020 حتى تشكيل الحكومة الجديدة. علاوة على ذلك، من المرجح أن تحافظ وكالتا التصنيف الرئيسيتان ستاندرد آند بورز وموديز على نظرتهما السلبية الحالية للديون السيادية الإيطالية، مع إعطاء كلا التصنيفين حاليًا نقطتين في تصنيف الخردة وهو قرار من شأنه أن يجبر المستثمرين في نهاية المطاف على إعادة تقييم الأصول الإيطالية. نظرًا لأنه من المتوقع أن يجذب مؤتمر جاكسون هول السنوي الكثير من الاهتمام، فسيظل اليورو مستقراً في الوقت الحالي.